13 - لم تستطع لجنة التحقيق الخاصة التي شكلتها إسرائيل بعد هزيمتها في حرب أكتوبر عام 1973 أن تحدد بشكل قاطع حجم المفاجأة التي أصابت إسرائيل بالشلل في الأيام الأولي للحرب وكل ما استطاعت لجنة التحقيق أن تتيقن منه أن رئاسة الأركان الإسرائيلية لم تعلم مسبقا بنية الهجوم المصري والسوري ولم تتوفر لديها معلومات دقيقة حول حجم وأهداف الهجوم إذا وقع نتيجة ترجيح الرأي القائل بأن أقصي ما يستطيعه المصريون والسوريون هو شن عمليات عسكرية محدودة لتسخين الجبهتين. وعندما استطلعت لجنة التحقيق رأي جولدامائير رئيسة الوزراء وموشي ديان وزير الحرب استشفت من شهادتيهما أن غالبية أعضاء الحكومة كانوا يشاركون رئاسة الأركان الإسرائيلية الرأي في استبعاد نشوب حرب واسعة وأن الرأي السياسي قدم دعما للتحليل العسكري علي أساس أنه ليس هناك زعيم عربي يمكن أن يغامر في ضوء الموازين العسكرية التي تؤكد تفوق إسرائيل أن يتخذ قرارا بشن الحرب ضدها فضلا عن مناعة خط بارليف وعدم امتلاك مصر أي قدرة علي عبور القناة ومواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية القادرة علي تدمير أي هجوم في غضون ساعات قليلة.. والذي قاله المسئولون الإسرائيليون أمام لجنة التحقيق يكاد يتطابق مع رأي المخابرات الحربية المصرية في مذكرة تقدير موقف تطابقت مع رأي المخابرات العامة في يوليو 1973 حول ما يدور في عقل إسرائيل بشأن احتمالات الحرب وذلك أمر يستوجب تحية العقول المصرية الواعية في جهازي المخابرات المصرية. وهذا الذي قاله جنرالات إسرائيل وكبار زعمائها السياسيين أمام لجنة أجرانات كان بمثابة شهادة لنجاح خطة الخداع الاستراتيجي والتكتيكي التي لم تعتمد فقط علي التمويه وتغطية التحركات العسكرية وإنما اعتمدت أساسا علي تعزيز وتثبيت ركائز حزمة أساطير الغرور التي أصابت إسرائيل بعد حرب يونيو 1967. وبعد غد حديث آخر ونستعيد معه الذكريات [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;