كشفت صحف أوروبية أخيرا عن توجه منظمات الإرهاب, بعد خسارتها فى سوريا والعراق. وتراجع مصادر تمويلها, عن إقامة تحالفات جديدة لتعويض خسائرها سواء مع المافيا الدولية أو مع عصابات الجريمة من محترفى السرقة والقتل. ووفقا لصحيفة «لا ريبابليكا» الإيطالية, أخيرا فإن الشرطة فى إيطاليا كشفت عن وصول كميات من البترول القادم من سوريا وليبيا إلى معامل تكرير فى إيطاليا. وتجري تحقيقات فيما وصلها من معلومات حول أن المافيا كانت شريكا مع تنظيم داعش لجلب البترول إلى أوروبا، وأن منظمى عملية تهريب البترول استخدموا وسطاء مزيفين لإخفاء أى آثار تدل عليهم. وتقول صحيفة «التايمز» البريطانية إن التحقيقات فى فينيسيا ومدن أخرى جنوبإيطاليا أظهرت تورط عصابات المافيا فى تجارة البترول، وأن هذه العصابات أنشأت شركات بترولية فى الخارج تحت زعم أنها من مصدرى البترول، التى تبيعه لمعامل تكرير البترول بأسعار منخفضة، ثم تقوم هذه الشركات على الفور بإغلاق أبوابها لتبتعد عن أى ملاحقة قانونية، بعد أن تقوم بعملية غسيل أموال قدرت أرباحها فى العام الماضى وحده بمبلغ مليارى يورو، حسب ما صرح به أندريا روزيتى رئيس مؤسسة شركات الطاقة. وتتم عملية تهريب البترول المنهوب عن طريق إبحار زوارق صغيرة مزودة بخزانات للبترول الخام من تركيا وليبيا، وتلتقى فى عرض البحر المتوسط مع سفن كبيرة تكون فى انتظارها، وبعد ذلك تعود الزوارق الصغيرة إلى ليبيا، ثم تبحر السفن الكبيرة إلى موانىء إيطالية محملة بالبترول الخام. وطبقا لما ذكره أنطونيولاسبينا أستاذ السياسة العامة بجامعة روما الإيطالية، فإن من الممكن أن تكون لدى المافيا علاقات مع تنظيم داعش بسبب ما يجمعهما من مصالح فى تجارة الأسلحة والمخدرات. ومن المعروف أن داعش كان تعتمد بدرجة كبيرة على مبيعات البترول لتمويل نشاطه الإرهابى وعمليات القتل والتفجير وتجنيد الأفراد للإنضمام إليه، والذى خسر الكثير من مصادره بعد طرده من المواقع التى كان يسيطر عليها وتوجد بها آبار البترول. وعلى الجانب الآخر، ذكرت صحيفة «التايمز» أن المتطرفين يزداد توجههم نحو تجنيد مجرمين محترفين لخدمة مشروعهم الذى يطلقون عليه «دولة الخلافة الإسلامية»، وأنهم يقدمون إغراءات هائلة للخطرين من الشباب الذين كان لديهم من قبل اهتمام بالانضمام إلى عصابات الشوارع، والذين تحولوا بعدها إلى إرهابيين. وذكرت دراسة للمركز الدولى لدراسات التطرف والعنف السياسى فى لندن، أن هناك رابطة جديدة تضم الجريمة والإرهاب معا، حيث بدأ الاتفاق على عملية اندماج بينهما، وأن الاثنين يعملان على تجنيد أعضاء من نفس بيئة مجرمى الشوارع ونفس النوعية من المجرمين والقتلة. وتبين بعد عمليات تقص فى أوروبا أن أكثر من نصف المتطرفين كانوا قد أدينوا من قبل فى تهم تتعلق بارتكاب جرائم العنف قبل أن يتحولوا إلى إرهابيين، وأن أكثر من 25 % قد تم دفعهم نحو التطرف فى أثناء وجودهم داخل السجون، وأن ثلثى الألمان على سبيل المثال المشاركين فى عمليات إرهابية لهم سجلات إجرامية فى دوائر الشرطة. وحسب دراسة لكلية «كينجز كولدج» فى لندن، تحصل نسبة40 % من الهجمات الإرهابية على تمويل من تجار المخدرات والعصابات المحترفة للتزوير والسرقة، وأن تنظيم داعش الإرهابى أصبح يجذب إليه مجندين من نزلاء السجون وسكان الأحياء الفقيرة.