سيادتك معارض؟ أهلا وسهلا، على العين والرأس! لا يعجبك السيسي؟ ولا تريده أن يصبح رئيسا لولاية ثانية؟ هذا حقك تماما! مستاء من الوضع الحالي، وغير مقتنع بأداء الحكومة والبرلمان، ومن قبلهما الرئيس؟ جميل جدا! ترى فى نفسك القدرة على الترشح للرئاسة، ولديك القدرة على تغيير الأحوال إلى الأفضل؟ «شيء جميل قوى خالص» .. بصوت سليمان نجيب! تقول إن شعبية السيسى تراجعت، وتريد المنافسة فى انتخابات ديمقراطية حرة نزيهة، تفضل، لم يمنعك أحد! تخشى من انتخابات من جانب واحد، ومحسومة سلفا؟ والله حضرتك اللى بتقول إن شعبية الرئيس منهارة، يعنى فرصتك! ولدينا فى الانتخابات الأمريكية مرشحون يخوضون المنافسة أمام مرشحى الحزبين الكبيرين ولا يحظون بأى اهتمام ويحصلون على أقل من 1%، ومع ذلك، لم يغضب منهم أحد! تخشى من التلاعب والانحياز لصالح مرشح بعينه؟ لا يا عزيزي، فلو كان الأمر كذلك، لما خاضت مصر معركة المونديال ولا انتخابات اليونسكو . اقتنعت حضرتك واتخذت قرارك؟ طيب، سيب النت شوية بقي، وندخل فى الجد، اشرح لنا برنامجك الانتخابي، وحدثنا عن رؤيتك لحل المشكلات الحالية، وكيف نعالج «أخطاء» السيسي! ما هى خطتك لمحاربة الفقر؟ هل ستأخذ أموال الأغنياء لتوزعها على الفقراء؟ هل ستؤمم الشركات؟ هل ستصادر أرصدة رجال الأعمال؟ هل ستعيد فتح باب التعيين فى الحكومة؟ كيف ستوفد فرص عمل للشباب؟ وهل ستمنحهم إعانات بطالة؟ هل ستنفق من ميزانية الدولة على التعليم والصحة والنقل، ليصبح كله ببلاش؟ ومن أين ستأتى بالأموال؟ هل ستوقف الاقتراض؟ وهل يمكنك ضبط الأسعار بين عشية وضحاها؟ كيف ستعيد السياحة؟! طيب الإرهاب .. كيف ستقضى على الإرهاب فى شمال سيناء؟ هل تفكر فى «الحوار» مع داعش؟ هل ستمنحهم قطعة أرض فى رفح أو التجمع أو الشيخ زايد ليقيموا عليها دولة الخلافة؟ هل ستوافق على استقبال فلول داعش من سوريا والعراق وليبيا، ؟! ما هى خطتك للتعامل مع الإخوان؟ هل تراها جماعة «إرهابية» أصلا؟ أم أنها فى نظرك جماعة سياسية معارضة سلمية كما يراها الغرب؟ هل تفكر فى «المصالحة»؟ هل ستسقط أحكام القضاء على قيادات الجماعة؟ هل ستفرج عن جميع عناصرها المعتقلين على ذمة قضايا قتل وإرهاب وتحريض وتخابر؟ ما هى خطتك للتعامل مع النشطاء والفوضويين والألتراس وبتوع «ثورة ثورة» والذى منه؟ هل ستجعل جرائمهم فوق القانون؟ هل ستسمح لهم بتشكيل أحزاب؟ هل ستجلس على مائدة واحدة للحوار معهم والتعرف على أحلامهم ومشروعاتهم والدولة التى يريدونها، ماذا ستفعل لإرضائهم؟ هل ستلغى قانون الجمعيات الأهلية؟ هل ستلغى قانون التظاهر؟ هل ستفتح حق الاعتصام والإضراب على مصراعيه؟ هل ستوافق على المطالب الفئوية أيا كانت؟ ومهما تكن تكلفتها؟ ما هى خطتك للتعامل مع «أخطاء» ولاية السيسى الأولى؟ هل ستردم قناة السويس الجديدة لأنها لا تحقق «إيرادات»؟ هل ستوقف البناء فى العاصمة الإدارية وتعيد العمال إلى منازلهم توفيرا للنفقات؟ هل ستبيع الكبارى والطرق ومحطات الكهرباء وتحول فلوسها إلى كوبونات تموين لتوزيعها على «الغلابة»؟ كيف ستكون علاقاتك بالدول الأخري؟ هل ستلغى كامب ديفيد؟ هل ستتبرأ من اتفاق المصالحة الفلسطيني؟ هل ستلغى اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية مع اليونان وقبرص والسعودية؟ هل ستحيل هذه الاتفاقيات إلى التحكيم الدولي؟ هل ستعيد تطبيع العلاقات مع قطر وتركيا؟ هل ستفرج عن «المعزول» والمعتقلين وتلغى أحكام القضاء عن جميع المحبوسين فى قضايا الإرهاب؟ وربما تدفع تعويضات لهم؟! هل ستقبل تقديم تنازلات «سيادية» لإرضاء هذا وذاك؟ هل ستوقف تنويع مصادر التسليح لترضى عنك أمريكا؟ هل ستسمح بإرسال مراقبين أمريكيين لتقصى الحقائق فى شمال سيناء إرضاء لرويترز والواشنطن بوست والنيويورك تايمز والأسوشيتدبرس؟ هل ستفرج عن الشواذ إرضاء ل«العفو الدولية» وهيومان رايتس ووتش والبى بى سى والدويتش فيلا؟! .. عزيزى المرشح الرئاسى المحتمل : الانتخابات أمامك، وعليك أن ترضى بها، بحلوها ومرها، ولكن، إذا كنت خائفا، أو تفتقد الثقة، أو لا تملك إجابات لهذه الأسئلة، فلا تلومن إلا نفسك، أما إذا كانت خطتك أن تطعن فى الانتخابات مسبقا، وترفع شعار «المقاطعة» الذى لا تعرف سواه، و«تقضيها» فيسبوك، انتظارا ل«ثورة» جديدة، يبقى «نقطنا بسكاتك» أحسن! لمزيد من مقالات هانى عسل
