هل نحن مع تشجيع الحركات الانفصالية أم مع الدولة الوطنية؟ سياسة الدولة المصرية تجاه الأزمة السورية أنها مع الدولة الوطنية ومع استمرار المؤسسات، نفس الأمر يتكرر مع أزمة كردستان، فمصر أوضحت موقفها بالوقوف بجانب الدولة العراقية، أما فى حالة أزمة كتالونيا فهناك شكوى أوروبية وإسبانية من عدم وضوح مواقفنا تجاهها. موقفنا تجاه محاولات الانفصال عن الدولة ينبغى ان تكون واضحة بغض النظر عن ازدواجية المعايير التى يمارسها البعض فى العالم الغربى حين يرفضون عمليات الانفصال لكن يشجعونها فى الخفاء من خلال توفير الدعم اللوجيستى وبالتحديد الأسلحة. ألمانيا قامت بتسليح البشمركة بغرض مقاومة إرهاب داعش وهى تعلم علم اليقين أن هذا السلاح يمكن أن يستخدم فى مرحلة من المراحل ضد الدولة العراقية، وهو ما نحن على وشك أن نشهده، أمريكا قامت بتسليح بعض الفصائل فى سوريا بهدف تغيير النظام وما يعنيه ذلك من تفكيك للدولة. أما نحن فى مصر فنقف بقوة ضد محاولات التفتيت والتقسيم لأن معناها الواضح هو إشاعة الفوضى فى المنطقة، مصر تتميز بتماسك واضح فى بنيتها، وتمكنت من عبور أزمات ما بعد 25 يناير. ووفقا لحكومة إسبانيا فقد فشل رئيس مقاطعة كتالونيا فى توضيح ما إذا كان قد أعلن الاستقلال عقب استفتاء أول أكتوبر وطالب بمفاوضات تجرى خلال الشهرين المقبلين مع مدريد فى حين ردت يانتمريا نائب رئيس الوزراء بأن أى مفاوضات بخصوص أزمة كتالونيا يجب أن تتم فى إطار القانون، وبالمناسبة فإن المادة 155 من الدستور تسمح لمدريد أن تفرض حكما فى الأزمة، ولكنها لم تستخدمها منذ أن تحولت إلى الديمقراطية. لمزيد من مقالات جمال زايدة