كان إنجازا كبيرا أن تتم المصالحة بين فتح وحماس فى ربوع القاهرة وفى واحد من أهم أجهزتها السيادية وهو المخابرات العامة المصرية..بعد سنوات من الصراع الذى وصل إلى المواجهات الدامية بين الأشقاء وبعد فصول طالت من القطيعة بين أبناء الوطن الواحد وبعد أن تاهت القضية الفلسطينية فى سراديب المؤامرات الدولية قامت المخابرات المصرية بعمل جليل حين جمعت شمل الأسرة الفلسطينية لتبدأ صفحة جديدة تعيد لقضية العرب الأولى مكانتها فى قضايا العالم.. كان الرئيس عبدالفتاح السيسى حريصا على أن يجمع الشمل الفلسطيني مرة أخرى وقد تحدث كثيرا فى ذلك فى مناسبات عديدة وكانت وحدة الشعب الفلسطينى من أهم القضايا التى تحدث عنها فى خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة..ومن هنا كان اهتمام الدولة المصرية بكل مؤسساتها من أجل إعادة القضية الفلسطينية إلى مسارها الصحيح..كان من الصعب أن تبقى هذه القضية معلقة على صراعات داخلية بين رفاق الأمس وقد نسى بعضهم الدماء التى سالت دفاعا عن أحلام الفلسطينيين فى إقامة دولتهم وهم يسكنون الخيام فى أكثر من وطن..كان ينبغى أن تعيد حماس حساباتها وأن تعود إلى مسارها تأكيدا على أن القضية ليست حربا بين زعامات ولكنها دفاع عن وطن وحقوق شعب وكان ينبغى أن تعيد فتح دورها فى جمع الكيان الفلسطينى بكل فصائله نحو هدف واحد..والآن لم يعد أمام رفاق الأمس غير أن يلتزموا بكل ما جاء فى هذه المصالحة وأن يدرك كل طرف أن الوقت الذى ضاع كان خسارة كبيرة للقضية الفلسطينية وان الدماء التى سالت بينهما كانت أحق بها فلسطينالمحتلة..إن مسئولية القوى الفلسطينية الآن أن تلملم جراح الأمس وان تتجه إلى جمع الشمل وتوحيد الهدف فليس هناك وقت لكى تدخل القضية مرة أخرى فى دوامات الصراع وتصفية الأدوار..إن هذه المصالحة أعادت للقضية الفلسطينية مكانها على الساحة الدولية مرة أخرى لأن سنوات الشتات بين رفاق السلاح كان ثمنها غاليا..إن المهم الآن أن تحرص كل الأطراف على تنفيذ المصالحة فى تسليم السلطة والمعابر والأنفاق وقبل هذا كله أن تصدق النوايا. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة