برغم المعاناة والمتاعب التى يتعرض لها أهالى العريش يومياً وبرغم ساعات حظر التجوال إلا أن هناك علاقة ذات خصوصية تربط بين المواطن ورجل الأمن بالعريش، فكل منهما يسعى للحفاظ على حياة الآخر. هذا ما كشفت عنه حادثة الأمس البغيضة التى ارتكبها الجبناء على أرض العريش ورغم الخسائر وضجيج طلقات النيران إلا أنه عندما تتجول فى شوارع العريش وتتعامل مع المواطنين تجد أن الأمور طبيعية جداً وكأن شيئاً لم يحدث، وهو ما عكسته حالة الهدوء التى عادت مرة أخرى للمدينة حيث خرج أصحاب المحال التجارية المجاورة لموقع الحادث وقامت لجنة تابعة لمحافظة شمال سيناء بحصر الخسائر والتلفيات وتفقد أحوال محيط البنك الذى اعتدى عليه الارهابيون. بينما تواصلت حركة الدراسة بجميع مدارس والكليات الجامعية بالمحافظة بيد ان العديد من اولياء الامور عزفوا عن ارسال تلاميذ المدارس الابتدائية خوفا عليهم بعد تعرض العريش للبرق والرعد وسوء الأحوال الجوية وهطول الأمطار الغزيرة. وعقب وقوع الحادث أصدر محافظ شمال سيناء اللواء عبد الفتاح حرحور قراراً بتشكيل لجنة لحصر الأضرار التى لحقت بالمنازل والمحال التجارية وممتلكات المواطنين، وبدأت اللجنة عملها صباح أمس تحت إشراف اللواء محمد السعدنى سكرتير عام المحافظة، وضمت مندوبين من الشئون المالية والتخطيط العمرانى فى الديوان العام والتضامن الاجتماعى والإدارة الهندسية بمجلس مدينة العريش وممثلى عدد من الجهات والإدارات المعنية، وتوجه المحافظ وعدد من المسئولين إلى مستشفى العريش العام لزيارة المصابين والالتقاء بالمواطنين للوقوف على حالتهم الصحية وتلبية احتياجاتهم. كما زار اللواء عبد الفتاح حرحور، المصابين بمستشفى العريش العام واطمأن على صحتهم وتقديم جميع الرعاية الطبية لهم، وقال المحافظ إن علاج المصابين بمستشفى العريش العام ومستشفيات القاهرة على نفقة الدولة، وتقرر صرف مبلغ 17ألف جنيه لأسرة كل شهيد بواقع 10 آلاف من التضامن الاجتماعي، وسبعة آلاف من المحافظة، بالإضافة الى معاش استثنائى لهم. وأشار إلى أن المصابين سيتم صرف إعانات فورية فضلا عن معاش شهرى بواقع 1500 جنيه. واكد عبد الله قنديل رئيس الغرفة التجارية بشمال سيناء ان الغرفة تقوم بحصر التلفيات وتم حصر 20 محلاً تجارياً حتى الآن، وما زالت اللجنة تعمل، وان التلفيات قد تتجاوز المليون جنيه. بينما أكد اسامة الغندور رئيس مدينة العريش أن الحياة بدأت تعود لمحيط الحادث الإرهابى وأن أهالى المدينة يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، وأن لجنة تعويض المضارين تقوم حاليا بحصر جميع المحال المضارة وكذلك السيارات، مؤكداً ان جميع المرضى الذين اصيبوا جراء الاحداث يتم علاجهم على نفقة الدولة سواء بالعريش او مستشفيات القاهرة. ويقول محمد الطبرانى صاحب محل لبيع الهواتف المحمولة مجاور للبنك إن التلفيات طالت البضاعة لديه بالمحل، فضلا عن تحطم الواجهة بالكامل وخاصة انها من الزجاج نتيجة لاطلاق الرصاص وأنها تقدر باكثر من 30 الف جنيه مبدئياً. «الأهرام» قامت بجولة داخل مستشفى العريش حيث توافدت أعداد كبيرة من المواطنين للتبرع بالدم بسبب ندرة بعض الفصائل بالمستشفي، ويقول حلمى ذكرى أحد أبناء العريش إنه ذهب من تلقاء نفسه بعد معرفته بحاجة المستشفى إلى متبرعين بالدم، وتقول علياء محمد خليل إنها حضرت أيضا الى المستشفى للتبرع بالدم للمصابين من رجال الأمن والمدنيين.