11- بينما كانت ساعة الصفر تقترب كانت وتيرة الجهد الاستخباراتى المصرى على أشدها فى قلب مسرح العمليات لجمع المعلومات والتعرف على ما يجرى داخل خط بارليف.. والحقيقة أن الإسرائيليين كانوا يعيشون وهما كبيرا اسمه خط بارليف وتصوروا أن الحرب الشاملة عند قناة السويس أصبحت مستحيلة وأن أقصى ما تستطيعه مصر هو بعض الإغارات البرية بأفراد الصاعقة أو المناوشات بنيران المدفعية ولكن العبور الكامل للقوات المصرية إلى الضفة الشرقية للقناة ليس أمرا واردا بأى مقياس.. ومن حسن الحظ أن الإسرائيليين احتفظوا بأوهامهم حتى اللحظة الأخيرة وبنوا حساباتهم على أن حرب الاستنزاف هى أقصى ما يمكن للمصريين عمله بتجديد عمليات القصف المدفعى التى تحسبت لها إسرائيل بخنادق خط بارليف العميقة والمحصنة ولم يضع الإسرائيليون فى حسبانهم أى احتمال فى أن تجر حرب الاستنزاف فى أعقابها حربا من نوع آخر فكانت تلك إحدى أهم ترتيبات الخداع التى ابتلعها الإسرائيليون وأفضل شهادة لجمال عبد الناصر الذى أصر على مواصلة هذه الحرب رغم معارضة الخبراء السوفيت معتمدا على ثقة الشعب والجيش وحسن تخطيط وشجاعة القادة الجدد للقوات المسلحة بعد 5 يوينو 1967. ولعل أكبر مفاجآت الحرب التى صدمت الإسرائيليين أنهم أدركوا من طبيعة ودقة عمليات اقتحام الجنود المصريين حصون خط بارليف أن مصر لم تذهب إلى الحرب إلا بعد أن حصلت على صور طبق الأصل من رسوم وإحداثيات وكروكيات وأسلوب البناء الهندسى والدعم الإلكترونى لخط بارليف. والذين ظلوا عن جهل يواصلون التشكيك فى حرب الاستنزاف عليهم أن يعتذروا لشعب مصر لأنه يمكن القول بغير مبالغة إنه منذ بداية حرب الاستنزاف وحتى نشوب حرب أكتوبر لم تخل أرض سيناء من الصقور الذين قدموا معلومات ثمينة حول خط بارليف وغيره من أسرار التمركز والتحركات الإسرائيلية فى سيناء. وغدا حديث آخر نستعيد معه الذكريات [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله