أعترف بأن عنوان مقالى كان (انتصار ينبغى ألا يفوت) ردا على محاولة البعض تصوير هزيمة المرشح القطرى ابن جامعة القاهرة على أنه انتصار للقديرة مشيرة خطاب وانتصار لمصر، وهو فهم مغلوط فمكانة سعادة السفيرة ومصر أعلى خاصة عندما تخوض المعركة بالدبلوماسية الشريفة لتنجح لا لتعمل لحساب مرشحة فرنسا، وكان الأجدر بسعادة السفيرة أن تخوض معركتها أمام المرشحة الفرنسية اليهودية من البداية، وأن تبدأ مشوارها قبل سنوات بمشروع «يونسكو مصر» تثبت خلاله قدرتها على تجديد الدماء فى وزارة الثقافة المصرية قبل أن ندفع بها إلى «وزارة ثقافة العالم» ، ولندرس لماذا فاز الدكتور بطرس بطرس غالى بمنصب الأمين العام للأمم المتحدة من أول مرة ، ولماذا احتفظ الدكتور محمد القصاص بلقب أبو البيئة العالمي، ببساطة لأننا أهدينا للعالَم العالِم المناسب فى المكان والمهمة المناسبة، لكن العنوان الأجمل ينبغى أن يكون «دبلوماسية الأمل» وهو أفضل رد على الإخفاق بزرع الثقة فى المستقبل قدمه الرئيس خلال افتتاحه مبادرة الرئاسة لرواد تكنولوجيا الاتصالات بقاعة المؤتمرات بالتجمع الخامس أمس الأول، وكشف فيه الستار عن إبداعات شباب مصريين رائعين، واستبشرت خيرا فى أثناء متابعتى تقديم الخريجين لابتكاراتهم ومشروعاتهم والفرحة التى علت وجهه وهو يقطف ثمارا حقيقية بعقول مصرية واعدة، وقد أسعدتنى حكاية منة الله مجدى محمد ناصف التى تلخص التحدى والإصرار والعزيمة، حين روت للرئيس قصتها قبل أن تختارها الأممالمتحدة لوضع سياسة معاملة ذوى الاحتياجات الخاصة على مستوى العالم، فقالت: تخرجت فى إعلام عين شمس بتقدير جيد جدا، ورشحتنى وزارة الاتصالات بالعمل فى الكول سنتر بخدمة العملاء التى كانت تخيف الكفيفات أمثالي، وعندما حققت نجاحا رشحتنى لوظيفة تدريب الموظفين الجدد، ثم وصلت إلى منسقة الموارد البشرية ثم رشحتنى الوزارة للأمم المتحدة وقدمت أبحاثا سيتم العمل بها وتلقيت خطاب شكر مع تكليفات بحضور هذا المؤتمر لأشارك فى وضع سياسات وإبداء الآراء، ووضعوا قصتى كنموذج يحتذى على الصفحة العالمية، وطالبت منة الله الرئيس بتوسيع ميزانية برامج التأهيل لتغيير فكرة العالم عن ذوى الاحتياجات الخاصة فى مصر وقالت: جوانا إرادة قوية لقهر المستحيل، وعلى الفور قابل الحاضرون رؤية منة الله بنت أسيوط بالتصفيق الحاد واستجاب لها الرئيس قائلا:استاذة منة أنا سعيد ومتشرف بيكى والله، وأنا قررت مضاعفة ميزانية المبادرة إلى 400 مليون جنيه عشان خاطرك. وكان من الطبيعى أمام هذا التشجيع أن يبتهج المخترع الشاب أحمد خالد وكذلك يارا عصام وهى ترى أن تخصصها فى مجال مجهول وهو جرافكس النظم والإلكترونيات يلقى فهما وتجاوبا من أكبر مسئول فى هذا البلد، وهو ما أكدته وفاء عبد العاطى ، ولم يقتصر التشجيع على الدولة لكن أيضا الشركات العالمية ممثلة فى شركة center of excellence فى مصر التى يمثلها الدكتور طلال عطا من جامعة ستانفورد الذى قال للرئيس إن صناعة البرمجيات الرائدة فى أمريكا تستطيع الانتقال إلى مصر خلال أسبوع واحد بفضل مبدعيها الشباب..فرد الرئيس السيسى بحماس قائلا: مستعد بأى شكل ومهما كانت تكلفته هاعمله بشرط تيجوا معانا ونقدم القدوة دى من مصر وأضاف بحسم: يا أخ طلال .. ابدأ وأنا موافق! ........ وهذا التجاوب النادرالذى تثبت فيه الدولة عزمها على تشجيع المبدعين واستجابات الرئيس الفورية لمطالب العقول المبشرة، ومناشدته كل أصحاب الأفكار البناءة باستنفار الهمم للعمل يغرينى بنقل شكوى المخترعين المصريين مع «البحث العلمي»، فقد لبوا النداء وقدموا اختراعاتهم وابتكاراتهم وأبحاثهم ومشروعاتهم ووجدوا اختراعاتهم تضيع فى أدراج الرياح، وقد تلقيت الأسبوع الماضى رسالة استغاثة مزيلة بتوقيعات مجموعة من المخترعين عنهم مخترع محمد صلاح حسنين الحاصل على خمس براءات اختراع ومسجل طلب البراءة السادسة والسابعة، أنقل سطورا منها: نتشرف نحن المخترعين بجمهورية مصر العربية برفع شكوانا لما نعانيه من إهانة مؤسفة، ونرجو التفضل من سيادتكم برفع صوتنا لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى وهي: برنامج (القاهرة تبتكر) الذى نظمته أكاديمية البحث العلمى أسندته لقناة فضائية هادفة للربح لا لمصلحة المخترع ولكن للتجارة، حيث تعرضنا أثناء التصوير لأسلوب غير لائق بعلماء ومخترعين وأساتذة قدموا فكرهم واختراعاتهم للمساهمة فى حل الكثير من المشكلات وتوفير المليارات لو تم تنفيذها، وقد حدد القائمون على العرض لكل مخترع دقيقة واحدة يشرح فيها اختراعاته ومزاياه وفائدته والجهات المستفيدة منه وما أدخله من تعديل أو إضافة أمام لجنة تقييم واحدة مكونة من 3 أشخاص لكل المخترعات التى تزيد على أكثر من100 مخترع فى يوم واحد، والمؤكد أن معظم هذه الاختراعات بعيدة كل البعد عن تخصصاتهم مما أفقدها العدالة والشفافية لعدم وجود الوقت الكافى لعرض وتقديم الصور أو الشرح أو الفيديو، كما ألزمونا بالحضور الساعة السابعة صباحا، ورغم المشقة على الذين حضروا من المحافظات النائية لم يتم التصوير إلا بعد الثالثة عصرا. بعد أن وقفنا فى الشمس الحارقة أمام باب الجامعة من أجل لقطة بالكاميرا لم تستغرق دقيقة واحدة، برجاء النظر فى تعظيم الاستفادة من المخترعات لتشجيع الإبداعات الجديدة. وجبهة مظاليم المخترعين هى المعركة التى أتمنى أن يخوضها الرئيس ليحقق انتصاره الجديد على روتين تفعيل براءات الاختراع. لمزيد من مقالات أنور عبد اللطيف;