فى كثير من الأحيان نتعامل مع ضميرنا بقاعدة «أرضيك لأخدعك».. نهجر الوالدين، ونتجاهل وحدتهم وحاجاتهم وعجزهم، ثم نزورهم آخر الأسبوع فقط لنرضى ضميرنا.. نبخل ونقتّر ونخاف على الدرهم، وننسى حقوق المسكين والفقير واليتيم ثم تأتينا حالة الكرم فجأة، فنكدّس الملابس القديمة فى الأكياس لنتخلص منها بحجة التبرع فقط لنرضى ضميرنا.. ننسى الأصحاب والأحباب ونغيب عن حياتهم وظروفهم وأفراحهم وأحزانهم، ثم نرسل لهم رسالة على الهاتف تقول: «جمعة مباركة» فقط لنرضى ضميرنا.. نقضى الساعات تلو الساعات نأكل فى لحوم الآخرين، نغتاب ونفضح العيوب، ونستمتع بكشف الأستار حتى إذا ما انتهينا تنهدنا بعمق وقلنا: ستر الله عليهم وعلينا.. نقصر فى تربية الأبناء، ونجهل مشكلاتهم واحتياجاتهم، ونغيب عن عيونهم وأحضانهم وحكاياتهم، ثم ندخل عليهم بلعبة إلكترونية وبعض الهدايا. خسارة - حينما تكون هناك جنة عظيمة بحجم السماء والأرض، وكنوز ثمينة مدت بالطول والعرض فيدخل فيها خلق كثير وتحرم أنت لأجل زلة لم يغفل عنها القلم.. مؤسف حينما يكتب الله على نفسه الرحمة بأنها وسعت كل شيء خلقه بهذا الوجود، ويطردك أنت منها لتجاوزك عن بعض الشرائع والحدود. حسرة - حينما تمتلك جبالا شاهقة من الحسنات تصل إلى عنان السماء، وتمتلك أنهارا جارية من الصدقات تدفقت وسط حدائق غناء ثم تأتى يوم القيامة مفلسا بسبب شتم وغيبة. مُخز - حينما تتحرى شوقا لتصحو مبكرا من المنام وتحسب الدقائق والثوانى لحضور موعد مهم فى حين أنك تتأخر عن موعد الصلاة مع الإمام..عفوا - قد نحتاج إلى بعض الكلمات القاسية حتى تزداد ليونة قلوبنا ويزداد وعى عقولنا. محمد مدحت لطفى أرناءوط