حول التعريف بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية الويبو «wipo» ودورها على الصعيد العالمى عقدت بمدينة جنيف السويسرية ورشة عمل خاصة على مدى ثلاثة أيام ضمت بعض ممثلى دوائر الصحافة والاعلام فى عدد من الدول العربية. وتعد المنظمة التى أنشئت عام 1970 منصة عالمية تهدف لضمان حماية المبدعين وأصحاب حقوق الملكية الفكرية على المستوى الدولى والاعتراف بالمخترعين, حيث انطلق مفهوم الملكية الفكرية بعد اتفاقية باريس وبرن لحماية الملكية الصناعية وحقوق المؤلف. وتعتمد المنظمة فى ميزانيتها السنوية وبنسبة تفوق 90٪ على أنشطة التسجيل والنشر الدولى وباقى دخل المنظمة من اشتراكات الدول الأعضاء،وتبلغ ميزانيتها ما يقرب من 200 مليون فرنك سويسرى سنوياً. ويقول ماريو ماتوس نائب المدير العام لقطاع التنمية بالمنظمة أن هناك أهمية كبرى لتوضيح الملكية الفكرية وأهميتها فى المستقبل، لكن للأسف مازال يكتنف مفهوم الملكية الفكرية كثير من سوء الفهم، وعلينا توضيح الأمر خاصة فيما يتعلق بإدارة معاهدات الملكية الفكرية، والتفاوض حول القواعد الجديدة لها، وذلك من خلال عدة نقاط: العمل مع البلدان النامية لوضع هيكل وطنى للبلدان الأعضاء وايضاً مساعدة كل بلد على تدعيم القانون وبناء القدرات الوطنية، وأيضا الترويج والنهوض بالفكرة من خلال تنظيم ندوات وذلك من خلال المكاتب الإقليمية للويبو للبلدان العربية والإفريقية والآسيوية وأمريكا اللاتينية، حيث أن هناك بلداناً خسرت مبالغ طائلة لأنها لم تسجل الملكية الفكرية لموسيقى نشأت بها، لذلك ينبغى وضع قواعد لحماية المستقبل والاستثمار، فحقوق الملكية الفكرية تكفل للمبدعين ومالكى براءات الاختراع و العلامات التجارية والمؤلفين الاستفادة مما وظفوه من جهد أو مال فى إبداعهم. ويقول الدكتور وليد عبد الناصر مدير المكتب الإقليمى للبلدان العربية بالمنظمة: ان الملكية الفكرية قد يراها البعض مهمة للبلدان الغنية، لكن الحقيقة هى أنها مهمة لمستقبل بلداننا العربية كأداة للتنمية، وتضم المنظمة 192 دولة، وجميع الدول العربية من الدول الأعضاء، و ترتبط الملكية الفكرية بإقامة مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار وبمساعدة الجامعات ومراكز الأبحاث على صياغة سياسات خاصة بها، وغير ذلك من مجالات. وتم الاتفاق على التعاون مع جامعة الدول العربية فى مختلف مجالات الملكية الفكرية لزيادة الوعى بها بالإضافة إلى التعاون الثنائى بين الويبو والبلدان العربية وأيضاً التعاون شبه الإقليمى، بما فى ذلك مع تجمعات شبه إقليمية مثل مجلس التعاون الخليجى ودول اتفاقية أغادير «مصر وتونس والمغرب والأردن». وذكرت السيدة «فاى جياو» من إدارة المعارف التقليدية والموارد الجينية وأشكال التعبير الثقافى التقليدى بالمنظمة أن الويبو تعمل أيضاً والدول الأعضاء على استكشاف مسائل الملكية الفكرية فى مجالات المعارف التقليدية، وأشكال التعبير الثقافى التقليدى والموارد الوراثية، وذكرت السيدة «توموكو مياموتو» المسئولة فى قطاع براءات الاختراع بالمنظمة إن الويبو تمنح براءة الاختراع بعد التأكد من الإبداع فى الفكرة أو المشروع وحداثته، والقابلية للتطبيق، ومدة براءة الاختراع عشرون عاما. وتقول كاثرين جوال المسئولة فى قطاع الإعلام أن منظمة الويبو تستهدف التشجيع على الابتكار وتوفير الجهد والتأكد من ان المستهلك لديه القدرة على الوصول الى هذه الابتكارات . والجدير بالذكر ان سويسرا تحتل المركز الاول منذ سنوات فى المؤشر العالمى فى الابتكار، وقد انضمت الإمارات الى المركز الاول عربيا والمركز 35 عالميا، وبعد سويسرا تاتى السويد ثم بريطانيا ثم الولاياتالمتحدةالامريكية وفنلندا ثم سنغافورة. ويقول عمرو عبد العزيز المستشار بالمكتب الاقليمى للبلدان العربية بالمنظمة :أن قلة الإنفاق على البحث العلمى تعد من أهم المعوقات الرئيسة إمام زيادة عدد الاختراعات، وحتى الان لم تنضم دول عربية إلى معاهدة التعاون بشأن البراءات، وعلى الجانب الاخر تحدثت سمر شمعون رئيس قسم العلاقات مع وسائل الاعلام عن تغطية الإعلام للملكية الفكرية، والتى ضربت أمثلة حول أهمية العلامة التجارية، فقد وصل هاجس الحماية الى حدود مبالغ بها أحيانا منها تسجيل سارى الأم تريزا من قبل عائلتها على أنه علامة تجارية لمنع استغلاله تجارياً، ولهذا وافقت الحكومة الهندية العام الماضى على تسجيل الزى كعلامة تجارية .ومن أهم أهداف المنظمة هو تعزيز ونشر واستخدام وحماية إنتاج الفكر الإنسانى من خلال التعاون الدولى ومن أجل تحقيق التقدم الاقتصادى والثقافى والاجتماعى للانسانية عامة.