حين دخلت فرنسا سباق اليونسكو بوزيرة ثقافتها أودرى أزولاى كان ينبغى أن ندرك إنها لن تتخلى عن المنصب وأن نهاية السباق ستكون محسومة من البداية ولكن الواضح إننا لم نتعلم من درس فاروق حسنى وتجربته السابقة فى انتخابات اليونسكو.. ورغم كل ما حدث فإن السفيرة مشيرة خطاب عاشت تجربة ثرية بكل المقاييس إعدادا وتنفيذا وإصرارا على البقاء فى المنافسة لآخر لحظة.. كان من الممكن أن تفوز مشيرة خطاب بالمنصب لو بقيت المنافسة بين مصر وقطر ولكن دخول فرنسا السباق حسم القضية أمام انقسام الأصوات العربية والافريقية ولا شك أن الوزير سامح شكرى وفريق العمل الذى تابع الانتخابات من باريس كان شيئا مشرفا واستخدمت فيه مصر كل رصيدها الدبلوماسى وعلاقاتها الدولية المتميزة ولولا أن فرنسا كانت فى السباق لكانت هناك نتائج أخرى خاصة بعد قرار الصين الانسحاب من المنافسة دعما للمرشحة المصرية.. لا شك إنها تجربة مميزة واتسمت بالجدية والحيوية والإصرار على الاستمرار وتأكيد دور مصر الثقافى والحضارى فى هذا المحفل الدولى.. إن المطلوب الآن أن يدرس المسئولون كل ما حدث فى هذه المعركة والسلبيات التى أحاطت بها والايجابيات وهى كثيرة وكلها دروس مستفادة إلا أن المفاجأة هى خروج أمريكا وانسحابها من اليونسكو فى هذا التوقيت الصعب وليست هذه هى المرة الأولى فقد انسحبت قبل ذلك رغم أن الدعم الأمريكى لليونسكو هو أعلى مساهمات الدول الأعضاء فيها ولا احد يعلم الآن من أين ستغطى المنظمة الدولية التزاماتها أمام نفقات كثيرة خاصة إنها فى السنوات الأخيرة عانت ظروفا مالية صعبة.. تحية للسفيرة مشيرة خطاب فقد خاضت المعركة بشرف أمام ظروف وتحديات صعبة وتحية لوزير الخارجية سامح شكرى ومساعديه فلم تكن المعركة على منصب نحن الأحق به ولكنها كانت تأكيداً لوجود مصرى فعال على الساحة الدولية كان للخارجية المصرية دور كبير فيه.. المهم أن نتوقف عند هذه التجربة ونناقش بمنتهى الصراحة أهمية الدور الثقافى المصرى خارج حدودنا لأن الحسابات تغيرت كثيرا وعلينا أن نعيد النظر فى أشياء كثيرة تغيرت وجاء الوقت لكى نواجهها. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة;