لمصر تجربة فريدة مع المنظمة الدولية فى سنواتها الماضية ،فقد ترشح لرئاسة اليونسكو التابع للأمم المتحدة والمعنية بالثقافة والعلوم والتربية فى دوراتها الأخيرة 3مرشحين مهمين مصريين هم الدكتور أسماعيل سراج الدين وفاروق حسنى والسفبرة مشيرة خطاب ،خاضوا منافسات قوية ومواجهات صعبة فى مواجهة قوى سياسية دولية وتكتلات لمجموعات فكرية وأيدلوجية ،وهذة سمة الأنتخابات فى المناصب الدولية، رغم الجهود التى بذلتها الدبلوماسية المصرية فى الدعاية وكسب التأييد لهم بين المتنافسين. وجاءت النتائج النهائية لتثبت عدم توفيق أى مرشح مصرى من الفوز بالمنصب، رغم خوضهم لعدد من الجولات الأولية قبل الجولة الحاسمة ،وأخرهم مشيرة خطاب التى وصلت للجولة قبل الأخيرة ،وتمتع مصر والمرشحيين المصريين بمقومات عديدة شخصية ومهنية تؤهلهم لتولى هذا المنصب ،لكن التوافقات السياسية تتغلب فى النهاية وتلقى بكلمتها الأخيرة ،وزادت هذة المرة ضغوط أمريكا وأسرائيل على اليونسكو بسبب موقفها من مدينة القدس والأثار الأسلامية بها لتؤثر على مناخ الأنتخابات. وهذة التجربة تدعو مصر للتفكير بعمق فى كيفية الأعدادا لطويل لتولى شخصيات وخبرات مصرية للمناصب الرفيعة داخل هيئات ومنظمات الأممالمتحدة لأهميتها فى رفع أسم مصر عاليا بين الأمم والشعوب ،ولتجاوز مفاجأت الإنتخابات فى المرات القادمة، فمصر دولة ذات ثقل حضارى وتاريخى ودور سياسي مؤثر ومكانة بين الشعوب تحتاج دوما أن تترجم بطريقة واضحة وتجد مكانتها اللائقة، ما يحتم ضرورة أن يكون لمصر خطة فى هذا المجال ولاتكون وليدة رغبة شخصيات مصرية فى التقدم لهذة المناصب من وقت لأخر فيجرى تعبئة الجهود الدبلوماسية مؤقتا لها وينتهى الأمر بنهاية الإنتخابات ،وهذا ماحدث مع المرشحيين الثلاث المصريين لليونسكو عبر سنوات طويلة . فمصر تحتاج الى التواجد بكثافة فى المحافل الدولية وداخل لجان الأممالمتحدة ليس فقط من خلال الدبلوماسيين بل بإتاحة الفرص لخبرات أخرى يمكن ترشيحها للعمل مع الهيئات الدولية التى تمثل فيها الحكومات ،وتبنى الشخصيات المصرية مبادرات خلاقة محلية ودولية، وحسن التسويق لها على المستوى العالمى والأهتمام بالخطاب الدولى على الخطاب الأستهلاكى المحلى ،والحرص على التعاون الأفريقى والعربى واللاتينى خلال التحرك الدولى والأقليمى لدورها فى مساندة مصر عند التقدم لتولى المناصب فى الهيئات الدولية. لمزيد من مقالات عماد حجاب;