ماهي الرسالة التي أراد الشارع المصري توصيلها لأمريكا من خلال الإساءة الشديدة لوزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون؟هل هي الرغبة في ابلاغها برفض التدخل في شئوننا الداخلية؟ أم ابلاغ واشنطن بأن سياساتها مرفوضة والعلاقات معها غير مرغوب فيها؟أم أن الشعب المصري تغير ولم يعد هو الشعب الطيب المغلوب علي أمره الذي كانت تعرفه أمريكا من قبل؟هذه الرسائل أو غيرها,ألم يكن هناك أسلوب أكثر تحضرا من القاء الأحذية والطماطم علي سيارتها,ومعايرتها بخيانة زوجها لها مع مونيكا لوينسكي لكي تفهم أمريكا مغزاها؟فاذا كانت الوزيرة قد أهينت وارتعبت لما تعرضت له من ارهاب الشارع,فانها لم تخسر شيئا,بل نحن الخاسرون..وليس المقصود بذلك خسارة المساعدات الأمريكية أو استثماراتها,وانما سمعتنا التي أسأنا اليها كثيرا..وعلينا أن نخجل من أنفسنا لما وصلنا البه من تسيب أخلاقي. لسنا هنا في مجال الدفاع عن الوزيرة الأمريكية أو عن السياسات الأمريكية المكروهة التي جاءت الوزيرة رمزا ورسولا لها..لكنه دفاع عن الثورة التي تآكلت,وعن مصر التي شوه أبناؤها صورتها,وأسفا علي الشعب المصري العريق صاحب القيم والأخلاقيات الأصيلة.فالسياسة الأمريكية تجاهنا لن تتأثر بالموقف الذي تعرضت له الوزيرة,وهي شخصيا لاتري فيه سوي حماس لحفنة من المحتجين في دولة من90 مليونا,بل وتأسف تهكما علي ماتم اهداره من طماطم. كان الأولي بهولاء المتظاهرين المشحونين بالغضب أن يقدموا للوزيرة بيانا مكتوبا بمطالبهم أو احتجاجاتهم ضد أمريكا,أوحتي أن يكتفوا برفع اللافتات التي تحمل هذه المطالب..كان من الأولي أن يوضحوا لها بصريح العبارة أن المصريين منزعجون من مدي التدخل الأمريكي في شئونهم,وأنهم قلقون مما يقال بوسائل الاعلام الأمريكية عن تمويلها للاخوان,وعن خططها لمساعدتهم في السيطرة علي البلاد,وشكوكهم في أنها لعبت دورا وراء الستار في الانتخابات..و أنها أوشكت أن تفقد مكانتها في مصر,ولن تستطيع أن تكسب ثقة الشعب المصري أو صداقته,ولايكفيها التعامل مع السلطات,وأنه من الآن فصاعدا سيتعين عليها أن تتحرك بحذر,وتمشي علي خيط رفيع يحفظ التوازن والندية في العلاقات..فبهذه اللغة المباشرة الصريحة يمكن توصيل الرسالة لمن يعنيه الأمر,وليس بترويع ضيوف مصر حتي وان كرهناهم,والا سقطنا في نظر العالم ودفعنا ثمنا غاليا لانفلاتنا. المزيد من أعمدة سلوي حبيب