عام مضى على رحيل فاروق شوشة الشاعر المبدع وأحد العشاق القلائل للغتنا الجميلة والصديق الذى عشنا معه أجمل سنوات العمر .. لقد ملأ فاروق شوشة حياتنا جمالا بما قدم فى مشواره مع الكلمة من خلال قصائده وإبداعاته وبرامجه الإذاعية التى ملأت الوجدان العربى بكل ما هو رائع وجميل وبرامجه التليفزيونية التى نفتقد رصانتها وجزالتها وقضاياها .. كان فاروق شوشة مثقفا من طراز فريد جمع بين الشعر إبداعا والإذاعة تاريخا وصوتا مع حضور دائم فى الواقع الثقافى المصرى والعربى .. جمعت بيننا فاروق شوشة وأنا ذكريات كثيرة ما بين الأمسيات والندوات والأشعار وكثيرا ما اشتركنا فى مناسبات ثقافية عديدة فى عواصم عربية أو أوربية وكان فاروق شوشة إنسانا جمع بين رقة المشاعر والصوت الشجى وهو يقرأ الشعر أو يدير الندوات وقد وهب سنوات طويلة من عمره مع أشعار الآخرين يقدمها ويعلق عليها ابتداء بالشعراء القدامى وانتهاء بالشعراء المعاصرين .. فى مكتبة التليفزيون توجد أمسيات فاروق شوشة الثقافية مع رموز الفكر والأدب من المصريين والعرب، وأتمنى أن يقدم التليفزيون هذه الأمسيات فى قناته الجديدة ماسبيرو زمان..كانت هذه الأمسيات تطرح الكثير من القضايا حول الفكر والشعر والثقافة وفى الإذاعة المصرية برنامجه الأشهر لغتنا الجميلة الذى قدمه سنوات طويلة وأخذنا معه إلى أعماق التراث بالحكايات والقصص والنوادر والأشعار وهذا البرنامج كان موسوعة فى عشق اللغة العربية وهو جدير بأن يذاع فى أى وقت وأى زمان حتى تتعلم منه الأجيال الجديدة كيف تحب لغتها .. إن اللغة العربية تعيش الآن محنة اغتراب شديدة وليتنا نستفيد من هذا التراث الجميل الذى تركه لنا شاعرنا الغائب الحاضر فاروق شوشة.. كان فاروق شوشة وسيبقى وجها ثقافيا مضيئا حلق فى حياتنا يوما وترك لنا وللأجيال القادمة تراثا يجب أن نحافظ عليه لأنه جمع دائما بين الأصالة والمعاصرة بين الحب والجمال بين الكلمة المضيئة والإحساس الأصدق .. سوف نفتقد دائما فاروق شوشة الصديق والمبدع والشاعر الكبير [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة