الحرم الجامعي كان وسيظل له قدسيته واحترامه لأنه محراب العلم، كما أن له من الهيبة ما يتطلب الحفاظ علي قيمه ومبادئه. والحرم الجامعي يستمد هذه المنزلة الرفيعة والمكانة العالية من الجامعة نفسها باعتبارها محراب الفكر ومنارة العلم والمعرفة, التي تفتح أبوابها للدارسين لينهلوا من علومها وفنونها ويتخرجوا فيها شبابا واعيا مثقفا, قادرا علي الاسهام بعلمه وفكره في الارتقاء بمجتمعه وتحقيق نهضته وتقدمه وازدهاره. ولكن هناك من لا يعرف قيمة وقدسية الحرم الجامعي ويستغل مكانه داخل محراب العلم، لممارسة سلوكيات تسىء إلي هذا المكان وتشوه صورته. هذا ما حدث في جامعة بنها، حيث انتشرت فيديوهات جنسية علي مواقع التواصل الاجتماعي لمدير ادارة الأمن بالجامعة مع 4 سيدات موظفات وعضوات هيئة تدريس بالجامعة، وهذه الفيديوهات تم تصويرها داخل مكتبه بالجامعة. ويتردد من خلال بعض العاملين بالجامعة أن هذه الفيديوهات تم تسربيها عن طريق إحدي الطالبات العرب التي تدرس بالجامعة، وقامت هذه الفتاه بدفع مبالغ مالية لمدير الأمن الاداري بالجامعة من أجل مساعدتها في الحصول علي شهادة النجاح من الجامعة، وكانت الفتاة قد أخذت عليه ايصالات أمانة نظير هذه المبالغ لكنه لم يف بوعده، عندما هددته بتقديم الايصالات إلي النيابة اذا لم يرد المبلغ الذي اخذه منها، حدد لها موعدا، وأثناء ذهابها لها صدمتها سيارة وتم نقلها إلي المستشفي عندما فاقت من غيبوبتها لم تجد ايصالات الأمانة في حقيبتها. وهنا قررت الانتقام منه باتفاقها مع أحد موظفي الجامعة للحصول علي هذه الفيديوهات المنتشرة له علي مواقع التواصل الاجتماعي. وتشير المعلومات الي أن أحد زملائه في إدارة الأمن لاحظ تردد بعض السيدات بينهن موظفات وعضوات هيئة تدريس في الجامعة علي مكتب مدير الامن الاداري بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية، خاصة أن طبيعة عمله تتطلب وجوده بعد انتهاء مواعيد العمل بالجامعة، وهو ما جعل الامر في بدايته يظهر علي أنه طبيعي، لكن مع تكرار الأمر بدأ الشك يتسرب إلي زملائه، خاصة أن بعضهن كان يجلس في مكتبه فترات طويلة، وبالتالي كان ممنوعا دخول أي موظف أثناء وجود أي زائر في مكتبه. ولم يتوقف الامر عند ذلك فقط، فقد تم الكشف عن تلقيه رشاوي مالية وجنسية مقابل تعيين أفراد أمن بالجامعة، بالإضافة إلي مخالفات مالية وإدارية له من بينها التلاعب بمناقصات وتوريد كاميرات المراقبة وطفايات الحريق وأجهزة الحاسب الآلي بالجامعة، وتحصيل مكافآت وصرفها دون سند قانوني، وتلقيه رشاوي مالية من الطلاب الوافدين بالألف من الجنيهات مقابل إنهاء بعض الخدمات لهم. مدير الامن الاداري بالجامعة نفي صحة هذه الفيديوهات،وقال أن وراءها أحد أفراد الأمن بالجامعة للتشهير به والنيل من سمعته، وأن التحقيقات سوف تكشف عن مدي صحتها من عدمها. وجامعة بنها من جانبها أصدرت بيانا أكدت فيه أنها اتخذت قرارا بعدم الدخول في اية مهاترات تتعلق بما تم نشره حول سلوك أحد موظفيها وانتشار فيديوهات علي مواقع التواصل الاجتماعي، وأنها تعد سلوكا شخصيا لهذا الموظف بالجامعة، و أن الجامعة ليست مسئولة بأي حال من الأحوال عما جاء بهذه الفيديوهات من وقائع علي فرضية صحتها. وفور علم الدكتور السيد القاضي رئيس الجامعة بهذه الوقائع التي لم تتأكد صحتها حتي هذه اللحظة فقد قام بإحالة الموضوع الي التحقيق خارج الجامعة حتي لا تشوب التحقيقات ان تمت داخل الجامعة اية شبهة للمجاملة او المحاباة وتم تكليف اقدم موظف بإلأمن بمزاولة مهام العمل حتي تنتهي جهات التحقيق من عملها حيث سيتم اتخاذ الاجراءات الكفيلة بتنفيذ النتائج التي تصل اليها هذه التحقيقات. وتؤكد الجامعة انه لايوجد شىء يدور داخل اداراتها او داخل كلياتها يجب اخفاؤه او التستر عليه وتنتظر الجامعة نتيجة التحقيقات. لأنه لا مصلحة لاي من العاملين بها بدءا من رئيس الجامعة وانتهاء بأصغر عامل بها في التستر علي وقائع فساد أو تراخ في أداء العمل.