أخذت القضية الفلسطينية نصف عمرنا أحلاما وأخذت النصف الثانى هموما وانكسارات وفى كل يوم مازلنا نبدأ من الصفر وننسى رحيل الأيام وأسفار الزمن .. عشنا مع أبو عمار رحمة الله عليه كل خطوات نضاله وكفاحه وشاهدنا فى رفاق مشواره كل رموز البطولة والوفاء لقضية العرب الأولى ولا يخلو بيت عربى من ذكريات طويلة مؤلمة مع القضية الفلسطينية .. ويوم انطلقت الرصاصة الأولى بين رجال حماس و رجال فتح كان مأتماً عربيا ليس فقط حزنا على الشهداء ولكن حزنا على ملايين من الشعب الفلسطينى يسكنون العراء .. وتراجعت أحلامنا كثيرا وبقى القليل جدا من الثقة فى أن تستعيد القيادات الفلسطينية بذور الأمل وتغرسها مرة أخرى فى صحراء اليأس العربى .. فى القاهرة الآن يجتمع المسئولون فى فتح وحماس بعد فترة طالت ومعارك لم يربح فيها احد ووقت طويل ضاع بحثا عن زعامات أو ادوار رغم أن الدم أغلى من كل هذه الأشياء .. إن أمام حماس مشوارا طويلا لكى تعيد الثقة بينها وبين رفاق الأمس وهناك ضريبة دم لابد أن تسددها بأن تخلص لشعبها وقضيتها وأن تتخلص من رواسب الماضى القبيح وأن تستعيد ولاءها للوطن ولا شىء غيره .. إن الشىء المؤكد أن فتح هى الأحق والأولى بجمع الشمل فقد كانت يوما طليعة الشعب الفلسطينى ولها فى أعماق هذا الشعب تاريخ طويل من الكفاح والمطلوب الآن أن يستعيد رفاق الأمس ذلك الولاء القديم .. لقد كانت مصر دائما بيت الأمان للشعب الفلسطينى ومازالت وستبقى ولكن الخلل والارتباك بل والضياع الذى أصاب رموز القضية ورجالها انعكس على كل شىء وها هى مصر تعود مرة أخرى لجمع الشمل الفلسطينى حتى وإن كانت هناك جراح كثيرة الزمن كفيل بها .. إن الرئيس عبد الفتاح السيسى يولى أهمية خاصة للشأن الفلسطينى بكل فصائله وتياراته والآن على حكماء فتح وحماس أن يضعوا سكان الملاجئ والمخيمات نصب أعينهم .. فى غزة شعب يريد أن يعيش وفى الضفة مخيمات تبحث عن الأمن والتاريخ شاهد على الجميع. [email protected] لمزيد من مقالات يكتبها: فاروق جويدة