عام 2018 سيشهد طفرة في الخدمات الصحية ومشروعات المياه أحد المواطنين تبر ع بقطعة أرض لمحطة مياه ثم بني عليها مسجداً
في حوار كاشف لمشكلات محافظة المنيا، تحدث اللواء عصام الدين البديوي بصراحة لم نعهدها في كثير من المسئولين، ولم يبادر بتجميل الصورة لأي مشكلة تعاني منها المحافظة، بل كان واضحا لدرجة أنه شرح لنا أسباب معاناة أهالي المنيا، ونقص الخدمات الصحية ومشكلة المياه المزمنة، وأجاب عن السؤال المهم.. لماذا توقفت العديد من المشروعات؟ أو تعطلت وما هي الحلول لإعادة تشغيلها أو الاستفادة منها؟ . البديوي أكد أنه لن يتحمل عواقب أي قرار يصدره ويسبب ضرراً لأي مواطن من أبناء المنيا، مشيراً إلي أن عام 2018 سوف يشهد طفرة لصالح الأهالى، وإلي نص الحوار..... بعد قضائك نحو عام محافظا للمنيا نريد أن نتعرف علي أهم المشكلات التي تواجه هذا الإقليم الذي يعاني من الفقر والتوترات؟ بداية دعني أقول بلا مجاملة إن من يتجول في محافظة المنيا، يكتشف أن يد الدولة امتدت إلي كل ربوعها، فما من قرية تدخل فيها إلا وستجد فيها إما أسفلت أو مدرسة جديدة أو وحدة صحية أو نقطة شرطة أو محطة مياه أو كهرباء، وهذا يدل علي أن الدولة حريصة علي التنمية، لكن التأخير الذي حدث خلال الفترات الماضية نتيجة دخول مصر عدة حروب، ثم الحرب مع الإرهاب، والتي بدأت منذ الثمانيات وحتي الآن،فكل هذا استهلك ميزانيات ضخمة جداً من ميزانية الدولة، وبالتالي أدي إلي توقف أو تعطل عدد من مشروعات البنية الأساسية والمشروعات الرئيسية، التي اشتغلنا عليها لفترات طويلة، كما تسبب في عدم استكمال المشروع القومي لمحو الأمية، نتيجة الإنفاق المتزايد، ومع ذلك فهناك مشروعات قومية ضخمة للصرف للصحي والمياه وتطوير للتعليم وغيرها . ماذا وجدت عندما توليت المسئولية بالمنيا؟ بكل أسف وجدت رقما ضخما من المشروعات توقف ولم يكتمل نتيجة إما للبيروقراطية، أو ضعف التمويل وكلها تعكس حجم الجهد وحجم التعب الذي بذله كل المحافظين السابقين والعاملين في المحافظة للنهوض بالعمل. تحديدا كم عدد المشروعات التي توقف؟ عدد كبير فهناك مشروعات كانت متوقفة منها المدارس و الصرف الصحي ومياه وإسكان ومشاريع متعلقة ببعض المصارف الخاصة بالري، موضوعات كثيرة جدا ومتعددة وهناك مشروعات شهدت طفرة خلال الفترة الماضية، وهناك بعض المحاور الرئيسية تم إنهاؤها بشكل سريع ومباشر لتربط المنيا شرقا وغربا، وباتت تمتلك عددا من الطرق المحورية الكبيرة وهناك طرق تربط المنيا بالعرض وتوفر معاناة اللجوء للمعديات والوسائل غير الآمنة لعبور النيل. علي ذكر المعديات هل لديكم جدول زمنى لحل هذه الأزمة ووقف مآسيها المتكررة؟ صعب أن نضع جدولا زمنيا لكن خلال السنتين المقبلتين سيتم إحداث تطوير شامل للمعديات داخل المحافظة، وقد كنا في زيارة لأحد المصانع الموجودة في المنيا الجديدة، وتم إطلاعنا علي فكرة للاستفادة من خبرات المصنع في إنشاء الخراسانات، التي تطفو فوق سطح المياه وتنتجه شركة مصرية بمشاركة هولندية أو نيوزيلاندية، وبتشتغل بمنتجاتها في شرم الشيخ في المراسي واتفقنا معهم علي تقديم عروضا للاستفادة من خبراتهم في إحلال وتجديد المعديات، التي تشكل خطورة علي المواطنين والموضوع تحت الدراسة. المنيا معروفة بأنها منطقة ملتهبة ودائما تتعرض لفتن طائفية.. لماذا؟ الحمد لله الوضع هادئ وهناك جهود لاحتواء أي نزاع, والعقلاء يتواجدون في كل المناسبات، كما أن هذه النزاعات تحدث في أماكن كثيرة، لكن البعض ينظر إلي المنيا بشكل خاص لما شهدته من أحداث متطرفة في السنوات السابقة. مناطق جنوبالمنيا وتحديدا ملوي لديهما مشكلات كبيرة في المياه، فما الحل؟ هناك 12 مشروعا للصرف ومياه دخلت الخدمة تكلفتها 470 مليون جنيه، وتخدم 5 مراكز هي سمالوط ومدينة المنيا والعدوة وملوي وأبوقرقاص، وهو جزء من حجم ضخم من المشروعات وقد نفذنا حتي الآن 17 % من مشروعات المحافظة، من صرف ومياه ولايزال أمامنا المشوار طويلا، وهناك مشروعات صرف متوقفة علي بعض القرارات البسيطة التي لو تم التعامل معها سيتم تشغيلها، منها محطة مياه ابشيدات ومحطة مياه بالعدوة ومحطتا مياه بملوي، وقد تدخلنا تدخلا مباشرا لحلها، وهناك مشروعات كانت متوقفة علي تراخيص تتعلق ببعض القوانين التي تعوق تشغيلها نتيجة تعدي المواطنين علي حرم هذه المحطات. ما هي المعوقات الأخري لمشكلات المياه؟ هناك معوقات كثيرة، فمثلا بعض المشروعات لم تكتمل نتيجة مشكلات الأرض المقامة عليها المشروعات، فأحيانا شخص يتبرع بالأرض ولكن نتيجة طول الوقت يتم التعدي عليها، وآخرون لا يريدون التبرع وكانت هناك واقعة مؤلمة أن رجلا تبرع بقطعة أرض لبناء محطة مياه، ونظرا لتأخر التنفيذ وإحاطتها بالتعديات قام صاحب الأرض ببناء مسجد عليها، وأصبحنا في مشكلة كبيرة، وعندما قررنا بناء المحطة ونتفاوض معه الآن لأخذ قطعة غيرها وهناك قطعة أرض قمنا بتخصيصها لبناء مدرسة، لنفاجأ بمجموعة من شباب المنطقة يقومون بالاحتجاج، مؤكدين أنها منطقة يلعبون فيها كرة القدم، وأخذنا وقتا لإقناعهم فالمسألة ليست بالسهولة التي أتكلم بها، وبالفعل انتهينا من مجموعة من الأراضي توازي 12 قطعة أخري، وتم تسليمهما لهيئة مياه الشرب والصرف الصحي للبدء في عمل الدراسات اللازمة، وهناك مشروع كان متوقفا علي الوصلات المنزلية والتي تتكلف الوصلة الواحدة من 1600 إلي 2000 جنيه، والمواطنون لا يملكون المال، فالمحافظة وفرت قرضا قيمته 12.5 مليون جنيه، لهيئة مياه الشرب أطلقنا عليه القرض «الدوار» وتحصل منهم قيمته علي 12 شهرا ونفذنا حتي الآن 40 ألف وصلة منزلية. وهل هناك جديد فيما يتعلق بالعشوائيات؟ لقد تم إزالة المنطقة العشوائية التي تقع في جنوبالمنيا، وكانت تصنف من أخطر المناطق العشوائية علي مستوي الجمهورية، وتمت إزالتها وبناء 39 عمارة سلمنا منها 19 عمارة لكل السكان الذين كانوا في المنطقة، ومتبقي 20 أخري، وتم الاتفاق مع وزير الإسكان علي نقل سكان المناطق الآيلة للسقوط، والتي تمثل خطرا علي حياتهم وهدم تلك المناطق وتطويرها للانتفاع بها. هل توجد مدارس جديدة دخلت الخدمة لحل أزمة كثافة الفصول ؟ هناك طفرة كبيرة في التربية والتعليم، حيث قامت هيئة الأبنية التعليمية بإنشاء 44 مدرسة دخلت الخدمة هذا العام، وخصصنا أراضي جديدة وسلمناها للأبنية التعليمية، وسوف يتم افتتاح المدرسة اليابانية الأسبوع المقبل وهناك 82 مدرسة في الخطة. وكيف تواجه أزمة العجز الصارخ في المدرسين؟ المشكلة الرئيسية أن المنيا محافظة مترامية الأطراف، وعندما نعلن عن مسابقة للمدرسين يتم التعيين من جميع القري والمراكز، ولكن العدد دائماً غير كاف، ونبدأ ترحيل المدرسين، مما يتسبب في ظلم ومتاعب لدي البعض منهم، وأرسلنا مذكرة لوزير التربية والتعليم منذ شهرين، وطلبنا إجراء حصر في المراكز التي بها عجز وأن تكون المسابقات مركزية لإنهاء المشكلة نهائياً. موقف سمالوط جاهز من 1999 ولم يستغل إلي الآن؟ هناك دراسة لإلغائه وننتظر حتي يتم تحديد مكان بديل، وللأسف أخذوا شارعا رئيسيا في سمالوط طوله 700 متر، وهو الرابط الحيوي لسمالوط، وتم بناء موقف وسط الشارع، والأهالي يمتنعون لأن السائقين لا يدخلون الموقف، لأنه بعيد عن الأماكن المعتادة، فتحول إلي شكل من أشكال الخرابات وجراج للسيارات الملاكي، ولو فكرنا في الإزالة فسيدخل ذلك في إهدار المال العام، فحاليا نفكر في الاستفادة منه وإعادة فتح الشارع مرة أخري، ولكننا في انتظار شركة الغاز حتي تنتهي من توصيلاتها للمنطقة. أهالي بعض المناطق يعانون من نقص الخدمات الصحية.. فما الحل؟ مشكلتنا أننا دخلنا مشروع تطوير 3 مستشفيات في وقت واحد، مستشفي ملوي العام وسمالوط تمت إزالته بالكامل، ويجري بناؤها من جديد ومستشفي دير مواس العام يتم تطويره حاليا، بمعني أن أكبر 3 مستشفيات بالمحافظة يتم تجديدها، وهناك مستشفيات أخري حالتها ميئوس منها، مثل مستشفي المنيا العام ونسعي بالتنسيق مع الجهات المعنية لبناء مستشفي جديدة في المنيا، إضافة إلي أن المستشفي الجامعي علي الكورنيش به تصدعات، وبدأنا عمليات الإزالة فأغلقنا الطوارئ لحين إزالة المبني المتصدع، وذلك يمثل عبئا كبيرا علي المستشفي العام فالحقيقة الوضع بالنسبة للمستشفيات في المنيا والخدمات الصحية صعب، ولكن في انتظار الإنفراجة الشديدة في 2018 مع افتتاح ال 3 مستشفيات التي يتم تجديدها. وماذا عن المحاجر خصوصا أن كثيرا من العاملين يتهمون المحافظ بقطع أرزاقهم؟ المحاجر في المنيا كانت تعمل وهناك عدد ضخم من أصحاب المحاجر، يدفعون رسوما هزيلة للدولة، وكان هناك رواج داخل مناطق التحجير حوالي 500 محجر أو أكثر، ومنذ عامين صدر قانون الثروة المعدنية والمحاجر وتم فرض رسوم علي التحجير الجائر او التحجير بدون ترخيص، فعلي سبيل المثال كان أصحاب المحاجر يسددون نصف مليون جنيه للدولة، يكسبون مقابلها 250 مليونا، وعند إصدار القانون الجديد بدأت الدولة تأخذ مستحقاتها. متي تفكر في الاستقالة من منصبك؟ إذا اتخذت قرارا واكتشفت أنه تسبب في ضرر المواطنين، هنا لا أتحمل أن يصاب مواطن او يضار من قرار أنا أصدرته بدون دراسة كافية، وسأعتبره خطأ كبيرا من جانبي لا أتحمله أمام الله.