كان المصريون في حاجة شديدة إلى هذه الفرحة وهذا الفوز الغالى في تصفيات كأس العالم في روسيا 2018 وشهد استاد برج العرب عشرات الآلاف من المصريين الذين ذهبوا لتشجيع فريقهم كانت المباراة من أصعب اللحظات على الملايين الذين جلسوا في بيوتهم يشاهدون المباراة .. وكانت أصعب على اللاعبين الشباب وهم يسجلون هدف الفوز ثم يتعادل فريق الكونغو وتبقى دقائق قليلة يسجل فيها محمد صلاح نجم المباراة هدف الفوز ويخرج المصريون إلى الشوارع وتنطلق الفرحة على كل الوجوه .. كانت المباراة على درجة عالية من الحساسية لأن فريق الكونغو لم يكن سهلا، كما أن فريقنا القومى كان مرتبكا أمام الملايين التى تشاهده وكل المطلوب منه أن يحقق الفوز بهدف واحد .. وكان له ما أراد..لاشك أن محمد صلاح أسطورة كروية جديدة تضاف إلى تاريخ مجيد للكرة المصرية .. كان الجميع مشفقا عليه وهو يتصدى لضربة الجزاء في آخر دقائق المباراة ومثل هذا الموقف يحتاج إلى شجاعة وحرص وخوف ومجازفة أن يقبل اللاعب أن يسدد الكرة في هذا التوقيت العصيب .. هذا اللاعب ينبغى أن يقدمه الإعلام نموذجا للنجاح والكفاءة والإصرار ومازال أمامه مشوار طويل يتألق فيه عالميا ومحليا، وقد قدم للمصريين فرحة غامرة في ظرف عصيب .. كان آخر عهد المصريين مع كأس العالم منذ 28 عاما ومن كان يومها عمره 28 عاما اصبح على أبواب المعاش الآن ولا شك أن المصريين كانوا في حاجة إلى هذه الفرحة التى قدمها شباب مصر بكل الشهامة والرجولة وإنكار الذات .. إن هذا الفريق بهذه الروح وهذا الإصرار يستطيع أن يقدم نموذجا أمام الفرق الأخرى المشاركة في كأس العالم بعد شهور قليلة في روسيا .. كل اللاعبين كانوا على مستوى المسئولية والأداء دفاعا وهجوما وهم يستحقون أن يحتفل بهم الشعب المصرى .. أما المدرب وفريقه فقد تحمل الكثير من النقد والإدانات والتشكيك في قدراته وقد صبر الرجل على ذلك كله وهو يقول المهم من يضحك أخيرا .. ولا شك انه اسعد مائة مليون مصرى.. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة