4- لم يكن الذهاب إلى حرب شاملة ومفتوحة فى 6 أكتوبر 1973 بالأمر السهل واليسير بينما إسرائيل تتمتع بتفوق فى مختلف الأسلحة المزودة بأحدث المعدات التكنولوجية فضلا عن اطمئنانها إلى ضمانات أمريكية بتوفير كل المعونات لها من الأسلحة والذخائر والمتطوعين.. لم تكن مصر تمتلك إلا قوة الإرادة مستندة فى ذلك إلى ثقة بلا حدود فى الروح المعنوية العالية للجنود المصريين الذين بذلوا جهدا هائلا فى التدريب على أحدث فنون القتال بعد يونيو 1967 واكتسبوا ثقة إضافية فى النفس بعد معارك الالتحام المباشر خلال حرب الاستنزاف وما شهدته من بطولات الاقتحام الجسور للمواقع الإسرائيلية شرق القناة.. فضلا عن أن نجاح تجارب العبور لممرات مائية تشابه مجرى قناة السويس أعطت إحساسا هائلا بأن القوات المصرية قد كسرت بالفعل جدار الخوف والرهبة. وأظن أنه مع مطلع عام 1973 وبعد 16 شهرا من وقف إطلاق النار فى 8 أغسطس 1970 كان لسان الحال على كل المستويات فى الجيش المصرى يقول إنه لا مفر من الحرب .. وهكذا ولد القرار وصدر بتوقيع شجاع من الرئيس السادات باعتباره الأب الأكبر المؤسس للقرار وبمعاونة ثلاثة آباء مؤسسين أساسيين هم: الفريق أول أحمد إسماعيل على والفريق سعد الدين الشاذلى واللواء محمد عبد الغنى الجمسى ومعهم عشرات الجنرالات من قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وكان عنوان الذهاب: «محاربون لا مغامرون».. وهو الشعار الذى تبنته القوات المسلحة بعد نكسة يونيو 1967 بتكليف من الرئيس جمال عبد الناصر لكل من الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية والفريق عبد المنعم رياض رئيس الأركان لتلقين القوات المسلحة بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة وبذلك تكتمل قائمة الآباء المؤسسين لقرار الحرب. وغدا حديث آخر نستعيد معه الذكريات [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;