أربعه وأربعون عاماً مضت على حرب أكتوبر إلا أننى كلما قرأت عنها عشقت كل من شارك فيها ، الغريب في حرب أكتوبر إنها مليئة بالحكايات والأسرار فهي كنهر النيل لا تنضب ابدأ. ورغم عشقي للسادات الذي لا أخفيه عليكم إلا اننى اليوم أحب أن أشارككم اكتشافي للبطل الصول "أحمد إدريس"صاحب فكرة شفرة اللغة النوبية التي حيرت اليهود في حرب أكتوبر يحكى الصول احمد في اللقاءات والأحاديث التي أجريت معه أن الفكرة تراءت له عندما لاحظ أن قادته يتحدثون فيما بينهم عن البحث عن طريقة جديدة للشفرات غير معروفة، بعدما استطاعت إسرائيل فك شفرات عديدة. فاقترح إدريس عليهم أن تكون الشفرة باللغة النوبية على اعتبار أنها لغة "محادثة" وليست لغة "كتابة" ويتحدث بها أبناء النوبة في مصر فقط ، وأوضح لقادته أن اللغة النوبية تنقسم إلى قسمين بين أهلها وهم "لهجة نوبة الكنوز"، و"لهجة نوبة الفديكا". ويقول إدريس: أبلغ قادتي الفكرة لرئيس الأركان الذي بدوره عرضها على الرئيس أنور السادات ووافق على الفور وفوجئت باستدعاء الرئيس الراحل لي". وصلت للمقر الأمني لمقابلة الرئيس السادات وانتظرت بمكتبة حتى انهي اجتماعه مع القادة, وعندما رأيته كنت أرتجف فهي المرة الأولى التي أري بها رئيسا لمصر، وعندما قابلني وشعر بما ينتابني من خوف وقلق اتجه نحوي ووضع يده على كتفي ثم جلس على مكتبة وتبسم لي وقال لي: فكرتك ممتازة.. لكن كيف ننفذها؟ فقلت له لابد من جنود يتحدثون النوبية وهؤلاء موجودون في النوبة وعليه أن يستعين بأبناء النوبة القديمة ، وهم الذين نزحوا بعد البدء في بناء السد العالي وأضفت قائلاً هم متوفرون بقوات حرس الحدود.. فابتسم السادات قائلاً: بالفعل فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود وأعرف أنهم كانوا جنوداً بهذا السلاح". ويضيف إدريس: طلب منى السادات عدم إفشاء هذا السر بعيدًا عن الخمسة أشخاص وهم قائد الجيش، وقائد الأركان، وقائد اللواء، والسادات وأنا فقط، كما طلب منى أن لا أخبر زوجتي او أشقائي أو زملائي و كافأني أثناء اللقاء بمبلغ 100 جنيه، وبالفعل احتفظت بالسر طيلة 40 عامًا. وأوضح إدريس أنه بعد عودته إلى مقر خدمته العسكرية كان عدد المجندين 35 فرداً، وعلم أنه تم الاتفاق على استخدام النوبية، كشفرة وأنهم قرروا الاستعانة بالمجندين النوبيين والذين بلغ عددهم حوالي 70 مجنداً من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات، وتم تدريب الجميع، وذهبوا جميعاً وقتها خلف الخطوط لتبليغ الرسائل بداية من عام 1971 وحتى حرب 1973". وقال: لقد كانت كلمة "أوشريا" هي الكلمة الأشهر في قاموس الشفرات النوبية بحرب أكتوبر، ومعناها العربي "اضرب"، وجملة "ساع آوي" تعني "الساعة الثانية". وبتلقي كافة الوحدات كلمة "أوشريا" وكلمة "ساع آوي".. بدأت ساعة الصفر لينطلق الجميع كل في تخصصه يقهرون المستحيل ويحققون الانتصار. اللهم احفظ مصر واهلها وجيشها من كل سوء لمزيد من مقالات نيفين عماره;