لم ينس الرئيس عبد الفتاح السيسى أن يطالب المصريين بالرحمة مع الأبناء وهم يزوجون البنات أطفالا، وكيف تتحمل الطفلة مسئولية زوج وأسرة وأبناء وهى في الثانية عشرة من عمرها، إنها جرائم ضد الدين والأخلاق والأسرة وتساءل الرئيس من أين جاءتنا كل هذه القسوة .. وفى احتفالية اللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء شاهد المصريون لأول مرة صورة حقيقية عن تعداد حقيقى بعد عصور من فوضى الإحصاءات والأرقام التى كانت مؤسسات الدولة تحتار بينها أي الأرقام تصدقها .. في التعداد الجديد أرقام مزعجة وأرقام مبشرة، ويجب أن تقرأ مؤسسات الدولة هذه الإحصاءات قراءة سليمة .. أن تكون نسبة الأمية في مصر أكثر من 25% فهذه كارثة تؤكد فشل كل ما قامت به الدولة من برامج محو الأمية .. أن يكون عدد المتسربين من التعليم 28 مليون مواطن ما بين أطفال صغار ورجال ونساء كبار فهذه إدانة لكل برامج التنمية البشرية في مصر في ثلاثين عاما..أن يكون في مصر 10ملايين شقة مغلقة ولدينا ملايين الشباب يبحثون عن سكن فهذه هى العدالة الغائبة .. أن يكون في مصر 70 مليون شاب فهذا تاج تحسدنا عليه أوطان شاخت وبلاد ترهلت، وعلينا أن ننظر إلى هذه الأجيال القادمة ونوفر لها مناخاً ثقافياً ودينياً وحضاريا يحافظ على ثوابت هذا الوطن بالقيم والأخلاق والتعليم والثقافة.. أن يكون لدينا ما يقرب من 10 ملايين مصرى في الخارج فهذا تعداد دولة وهؤلاء هم الذين يحولون للاقتصاد المصرى كل عام 18 مليار دولار ويجب أن نضعهم في عيوننا وتكفيهم متاعب الغربة .. أما الخطر الأكبر الذى يمثل أهم التحديات فهو أن سكان مصر أصبحوا 104 ملايين مواطن وهذه الثروة يمكن أن تكون تاجا إذا تحولت إلى طاقة منتجة وشباب جاد ومؤسسات تدرك مسئوليتها، أما إذا بقيت على المقاهى والفيس بوك والإنترنت وحفلات الشذوذ فسوف تكون قنابل وألغاما موقوتة .. البشر ثروة إذا أحسنت المجتمعات استغلالها وتوجيهها في المسار الصحيح وإذا ضلت فهى الإرهاب والتطرف وعلينا أن نختار مستقبل شبابنا. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة