مروة البشير ولد الإمام مالك بن أنس بالمدينةالمنورة, وهو أحد الأئمة الأعلام, واسمه أبو عبدالله مالك بن أنس بن مالك بن عامر من قبيلة ذي أصبح وهي قبيلة من أكرم قبائل اليمن في الجاهلية والإسلام, ولد مالك سنة94 ه ودرس العلم الشرعي ونبغ فيه ورزقه الله سبحانه وتعالي قلبا واسعا قلبا واعيا وحافظة قوية وذهنا وقاظا, حفظ القرآن الكريم في صغره, ثم اتجه إلي حفظ الحديث فأظهر فيه نبوغا عظيما. يقول الدكتور سالم مرة استاذ الفقه بجامعة الأزهر إن الإمام مالك بن أنس كانت له مواقف عظيمة وحكيمة منها, حينما حضر هارون الرشيد إلي المدينةالمنورة وكان قد بلغه أن مالك بن أنس عنده كتاب موثق يقرأه علي الناس فبعث إليه من يطلبه, فقال مالك: أقرأه السلام وقل له إن العلم يؤتي إليه ولا يأتي إلي أحد, فذهب الرجل إلي أمير المؤمنين وقال له ما قاله الإمام مالك, فرد أحد الجلوس قائلا: يا أمير المؤمنين يبلغ أهل العراق أنك طلبت مالك فخالف أمرك فيتجرأون عليك, فأعزم عليه وشدد في الطلب والزمه الحضور, فبينما هو كذلك إذ دخل مالك فسلم وجلس, فقال له الرشيد يا أبا عامر ابعث إليك وتخالفني! فقال يا أمير المؤمنين إن الله سبحانه كان يبعث جبريل والملائكة عليهم السلام من أجل أن يبلغوا حرفا واحدا لرسول الله من مسيرة خمسين ألف عام, وهذا العلم يا أمير المؤمنين أما ينبغي لي أن أعزه وأجله, إن الله رفعك وجعلك في هذا الموقف بعلمك فلا تكن أنت من يضيع عز العلم فيضيع الله عزك. و حينما أراد والده أنس بن عامر أن يتزوج امرأة جميلة تسر الناظرين وعندما تزوج وكشف عن وجهها لأنه لم يرها قبل ذلك وجدها سوداء وليست جميلة فهجرها في ليلة الزفاف وتركها..مما آلمها- واستمر الهجران بعد ذلك فلما استشعرت زوجته ذلك ذهبت إليه وقالت يا أنس لعل الخير يكمن في الشر فدخل بها وأتم زواجه ولكن استمر في قلبه ذلك الشعور بعدم رضاه عن شكلها فهجرها مرة ثانية ولكن هذه المرة هجرها عشرين عاما ولم يدر أن إمراته حملت منه, وبعد عشرين عاما رجع إلي المدينه حيث يوجد بيته وأرد أن يصلي فدخل المسجد فسمع إماما يلقي درسا فجلس فسمع فعجبه وانبهر به فسئل عن اسمه فقالوا هو الإمام مالك فقال ابن من؟ فقالوا ابن رجل هجر المدينة من عشرين عاما اسمه انس فذهب إليه انس وقال له سوف اذهب معك الي منزلك ولكني سأقف أمام الباب وقل لأمك رجل أمام البيت يقول لك لعل الخير يكمن في الشر فلما ذهب وقال لأمه قالت اسرع وافتح الباب إنه والدك أتي بعد غياب, لم تقل له أنه هجرنا وذهب لم تذكر أباه طول غيابه بالسوء فكان اللقاء حارا هذه هي الزوجه الفاضلة وهذه فعلا أم الامام مالك, توفي الإمام مالك رضي الله عنه22 ربيع الأول سنة179 ه.