لم يعد أقصى ما تستطيع فعله عندما يصطدم نظرك بطفل يتخذ من أرصفة الشوارع فراشا، ومن أسفل الكبارى سكنا وغطاء.. أن تنصرف عنه بعد أن ترمقه طويلا بنظراتك، أو تدس فى يده الصغيرة قروشاً قليلة أو تعطيه بقايا علبة عصير أو سندوتش بيد أولادك.. الآن بإمكانك أن تكون مواطنا أكثر إيجابية وتفاعلا مع الكثير من السلبيات التى تقع بالمصادفة تحت سمعك أو بصرك خلال يومك، والأمر لن يكلفك سوى إتصال هاتفى. من جانبنا بادرنا بتجربة الإتصال بالخط الساخن 16439 وتلقفتنا أولا الرسالة المسجلة لتعلمنا أن هناك العديد من أنواع البلاغات حتى أوصلتنا لصوت »إسلام فاروق« موظف خدمة العملاء على الخط الساخن التابع لوزارة التضامن، الذى أوضح لنا أن شكوى المتصل ممكن أن تكون عن الدور الإجتماعية التى ترعى الأيتام أو المعاقين أو المسنين، أو عن الأطفال بلا مأوى أو عن شكاوى معاشات الضمان و «تكافل وكرامة»، ومع تعدد استفساراتنا أحال أسئلتنا لمديرة خدمة العملاء للخط الساخن شيرين توفيق، لتوضح أنهم يستقبلون يوميا نحو 150 اتصالا هاتفيا حول شكاوى مختلفة على الخط الذى يعمل يوميا من العاشرة صباحا حتى العاشرة مساء، وأن خدمة الإبلاغ عن الأطفال بلا مأوى أو أطفال الشوارع لم تكن موجودة على قائمة الخدمات ولكنها أضيفت زخيرا للاسهام فى إنقاذ الصغار من مخاطر البقاء فى الشارع،الأمر الذى يعقبه تحرك سريع باعتبارها من الشكاوى الطارئة من فرق متخصصة للتعامل مع الطفل وإيداعه إحدى دور الرعاية، وأشارت شيرين إلى تنوع مجالات شكوى المواطنين تجاه أى من دور الرعاية لتشمل بلاغات ضد تعرض نزلاء هذه الدور للتحرش أو الاضطهاد أو شكاوى إدارية متعلقة بتقاعس أو إهمال القائمين عليها، وفى جميع الحالات فالبلاغ التليفونى يتطلب أخذ تليفون المتصل والرقم القومى الخاص به لضمان جدية البلاغات، وسهولة التواصل مع المواطن وإبلاغه بما تم فى شكواه سواء كانت شكوى خاصة كالمعاشات، أو شكاوى تمس المجتمع كالأطفال بلا مأوى، أو دور الأيتام والمسنين.