كانت الرقابة السينمائية قديما تفرض على الأفلام أن تضع تصنيفا سنيا، وذلك لحماية الأطفال والنشء من المشاهد الخادشة للحياء والألفاظ المسيئة والإيحاءات الجنسيّة فقط، أو مشاهد الدم والرعب، وفى دراما رمضان الماضى تم تطبيق ظاهرة التصنيف السنى على مسلسلات رمضان، وتم إخطار القنوات الفضائية وإلزامها بوضع التصنيف السني، قبل بدء عرض حلقات كل مسلسل، وذلك لتوعية الأسرة بخطورة بعض المشاهد على الأطفال. وحيث جاءت بعض الأعمال لمن هم أكبر سناً من 12عاما والبعض الآخر أكبر من 18 عاما وأخرى أكبر من 16 وذلك لما تحتويه من مشاهد أكشن أو إيفيهات لا تناسب تلك السنين. فهل تطبيق ظاهرة التصنيف السنى تحمى المشاهد من الألفاظ الجارحة والمشاهد غير اللائقة؟ يقول د.عادل عبد الغفار أستاذ الإعلام: لابد من العمل بظاهرة التصنيف السنى المحاولة التغلب على الدم والعنف والألفاظ الخادشة. فإن هذه الخطوة جيدة جدا لوقف حالة الانفلات فى المسلسلات والحد من الأعمال الرديئة والمبتذلة التى تنتهك الذوق المصري، وفيها تشجيع لإنتاج أعمال جيدة تعود بنا إلى زمن المسلسلات الجميلة التى تهتم بالقيم المصرية وتعالج قضايا مهمة للأسرة المصرية بعيدا عن الرقص والعري. وبالنسبة أنها تفرق شمل الأسرة، أرى الحال الآن متغيرة وأصبح كل فرد من الأسرة له اهتمام مختلف. وهو أمر متعارف عليه فى أنحاء العالم وتطبيقها فى مصر يعنى أننا نضع الكرة فى ملعب المشاهد وعليه أن يختار. وتقول د.هويدا مصطفى أستاذ الإعلام: إن التصنيف السنى موجود فى العالم كله وليس اختراعا حديثا، ولابد من تطبيقه حتى تتمكن الأسرة المصرية من مشاهدة الدراما بعيدا عن المناظر المخلة بالآداب والألفاظ غير اللائقة، ولكن مع غزو السوشيال ميديا والانترنت كل بيت مصرى يمكن للصغار مشاهدة حلقات المسلسلات كاملة بمفردهم دون علم ذويهم، حيث إن مواقع التواصل الاجتماعى حطمت كل الحواجز والمعايير التى يمكن أن تساعد فى إقرار هذا التصنيف. والتصنيف لا يمنع دور رقابة ماسبيرو التى لا تسمح بعرض أى مشاهد فجة أو تتضمن إيحاءات أو ألفاظاً خارجة، والرقابة لها دورها الحازم وتتدخل فى الوقت المناسب لحذف المشاهد غير اللائقة، كما هى عادة التليفزيون دائماً، كما يسمح لأفراد العائلة بالاختيار. ويقول د.أحمد ناصر أستاذ الإعلام: أعتقد أن فكرة التصنيف العمرى للمسلسلات صعب التحكم بها والآن يدخل التليفزيون كل منزل وتلتف حوله الأسرة بأكاملها ومع التغيير الذى حدث بعد ثورة يناير فى الأخلاق والقيم أصبح من الصعوبة التحكم فى الأبناء وماذا يشاهدون خاصة فى عصر السوشيال ميديا التى أصبحت صديقا للشباب، لذلك فكتابة التصنيف العمرى على المسلسل الذى يحتوى على مشاهد غير لائقة لصغار السن أو المراهقين غير مفيدة، ويجب ان يلتزم جميع المنتجين منذ بداية العمل فى كل أعمالهم الفنية، والقنوات أيضا للحفاظ على التنشئة والأسرة المصرية والعربية، ولكن صناع الدراما وضعوا هذا التقييم لكى يحدد المحتوى الدرامى للمسلسل إذا كان مسلسلا عنيفا أو رومانسيا، كما أن هذه الخطوة من المفروض أن تحمى العمل الفنى من تدخل الرقابة بمضمون المسلسل ومحتواه بعد الموافقة عليه.