فى صفقة تعد الأولى من نوعها فى الحجم والقيمة، قررت شركة «جوجل» العالمية الخميس الماضى شراء 2000 مهندس كفء، يعملون فى مجال الهواتف الذكية بشركة اتش تى سى التايوانية، وكذلك الاستحواذ على براءات الاختراع الخاصة بها، مقابل 1.1 مليار دولار، أى ما يعادل 550 ألف دولار مقابل كل مهندس، أى 9 ملايين و762 ألفا و500 جنيه مصري!... هذه الصفقة تشبه صفقات الأندية الكبرى عندما تتعاقد مع اللاعبين والمدربين ذوى المهارة والكفاءة، وتدخل جوجل بكل ثقلها من أجل الفوز بخبرات هؤلاء يذكرك بصفقات انتقالات اللاعبين الكبار مثل المصرى محمد صلاح من روما إلى ليفربول أو لاعب برشلونة نيمار إلى باريس سان جيرمان، وغيرهما... وقد يرى البعض أن الصفقة لتدعيم هواتف جوجل بيكسل، لكن الهدف الأكبر يتمثل فى ضمان تكوين جيش جوجل الإبداعى فى سياق موجة الحوسبة الوشيكة المقبلة، إذ إن التغيير يلوح فى الأفق، وخلال العقد المقبل، ستخلى الهواتف المحمولة الساحة للميكروفونات الذكية، مثل (جوجل هوم) والنظارات الذكية، أو بعبارة أخرى تحتاج (جوجل) لأن تحافظ على موقعها الريادى فى صناعة التقنية بأكثر مما تحتاج إلى تسويق (بيكسل)... والسؤال كيف تنجح الدول أو تنمو الشركات أو حتى يتوسع كشك عم محمد الموجود على الناصية؟!. الإجابة بسيطة وهى الإدارة الرشيدة، والحكيمة، والتى توسد الأمر لأهله، وتضع كل شخص فى مكانه المناسب لينتج ويتألق وينمو ويتوسع ،مثلما تفعل الأندية الرياضية التى تشترى اللاعبين والمدربين بملايين الدولارات من أجل النجاح والمكسب، وكذلك الشركات العملاقة, وأيضا الدول التى حققت التقدم وخرجت، من حظيرة التخلف والتفاهة والفساد ولم تفعل سوى أن سلمت مقاليدها للأكفأ والأكثر علما واحترافية!. [email protected] لمزيد من مقالات ايمن المهدى;