مع عودة الدراسة بالمدارس والجامعات، تشهد الشوارع والميادين زحاما وتكدسا وأحيانا شللا مروريا كاملا، بسبب زيادة عدد المركبات بصورة تفوق طاقة الشوارع الرئيسية والجانبية، ومن ثم تصبح رحلة الصباح الى المدرسة أو العمل معركة نفسية تصيب ضحاياها بارتفاع ضغط الدم والسكر والصداع، حتى أن الطالب أو الموظف يستنزف طاقته الأيجابية فى هذه الرحلة المميتة، فيصل الى عمله منهكا خائر القوى عصبيا ومتوترا، ومن ثم فلا يعمل أو ينتج، والغريب أن جميع الاجهزة المعنية بمشكلة المرور ومنها إدارة مرور القاهرة أدارت ظهرها لهذه المشكلة المستعصية وتركتها للتفاعل الذاتى بين المواطنين سواء بالعنف أو بالتحايل والقفز فوق القانون، رافعة شعار «أن تصل متأخرا الى عملك خير من الا تصل أبدا» ومن هذه المعارك المرورية اليومية التى تزداد شراسة خلال شهور الدراسة، معركة ميدان «كوبرى القبة» وهو الميدان الذى يبعد أمتارا قليلة عن القصر الجمهورى «قصر القبة» فهناك أربعة تقاطعات مرورية فى قلب الميدان، تلتقى جميعها فى نقطة واحدة أسفل كوبرى الفنجرى، ويا هول ما ترى من الاشتباكات العنيفة بين سائقى «السرفيس وعربات التوك- توك»، مع قائدى السيارات الخاصة والاجرة واتوبيسات المدارس وسيارات النقل العام، فى مشهد يجسد البلطجة والفهلوة والتحايل على القانون، تتخللها معارك لفظية حادة من «السب والقذف»، كل ذلك دون وجود لرجل المرور؛ الذى يظهر فقط عندما تكون هناك زيارات رسمية للقصر الرئاسى، فيصبح رجال الامن بالميدان أكثر من المارة، وينتظم كل شىء، ولكن ما تعلمه الجهات المعنية وتتغافل عنه، هو أن هذا المشهد يصيب المواطنين بالاختناق والسخط لتجاهل معاناتهم؛ فى حين أن الامر لايحتاج الا لعسكرى مرور ينظم الحركة ويفض الاشتباك؛ ومازاد الطين بلة قيام بعض صغار الضباط، بتنظيم لجان مرورية فى الميدان خاصة ساعة الذروة خلال عودة الطلاب والموظفين الى منازلهم، مما يشعل الاحتقان مع تقاطر السيارات لمسافات طويلة حول القصر الرئاسى؛؛.. فنعم للوجود الشرطى والامنى فى كل الاوقات؛ ولكن ليس على حساب معاناة المواطنين لان «الشرطة فى خدمة الشعب». [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحى