جمعتهما قصة حب قوية كانت مسار حديث سكان الحارة الهادئة بإحدي ضواحي مدينة صيدا جنوب العاصمة اللبنانية بيروت تكللت بحفل زفاف حضره كل الأهل والمحبين ليكونوا شهودا علي تلك العلاقة الحميمية التي جمعتهما. وأثمر هذا الزواج 4 أطفال تعلقت بهم قلوب الجميع وبتلك الأسرة الرائعة ، الا ان الشيطان لم يرق له تلك الحياة الهادئة في ذلك البيت بالحارة الضيقة ونجح في التسلل بين الزوجين ودبت الخلافات بينهما لتتحول علاقة الحب وروابط المودة الي علاقة بغض وكره بعد 25 عاما من السعادة الأسرية عندما تعرف الزوج علي فتاة تصغره بحوالي 20 عاما ليرتبط بها في علاقة زواج ثانية ، ولم يشفع وجود الأطفال الأربعة في إثنائه عن هدم العش السعيد. وبعد أن دبت الخلافات أصرت الزوجة علي وضع حد لتلك العلاقة أو الافتراق فكان قراره السريع بانهاء علاقته بمحبوبته التي تكبدت معه مشقة الحياة الي أن وصل الي ما وصل اليه وكان قرار الانفصال، لكن سريعا ما تبدلت حياته الجديدة بسبب الضغوط المالية وبعد أن انفق كل ما لديه وأصبح لا يملك الا بيته القديم الذي تركه لمطلقته وأبنائه الأربعة بدأ يمارس كل وسائل الضغط من اجل اخراجهم من ذلك البيت إلا أن موقف مطلقته كان الأقوي لتظل هي والأبناء بالبيت وبعد أن انتهت جميع السبل وفشلت جميع الحيل بقي الحل الأوحد أن يعود ابناؤه له ويعود معهم بيته ليتصرف فيه كيف يشاء ويحل ضائقته المالية ، ولكن كيف يتخلص من مطلقته. وبدم بارد قرر نعيم 54 عاماً، وضع حدّ لحياة طليقته فاطمة 51 عاماً، ضارباً عرض الحائط بجميع القوانين والشرائع التي تحرّم القتل العمد، ودون أن يبالي بالمصير الذي ينتظره والانعكاسات السلبية التي ستصيب أولادهما الأربعة. وفي منتصف احدي الليالي تسلل الي المنزل الكائن بالحارة الهادئة وقفز عبر جدار منزل مجاور حاملاً بندقية صيد ظنا منه أن أحدا لم يشعر به ، إلا أنه فوجئ أن مطلقته كانت لا تزال تسهر مع إحدي جاراتها في شرفة مسكنها ، وعندما حاولت جارتها تهدئته ركلها، ثم صوّب فوهة بندقيته نحو صدر طليقته وأطلق رصاصة واحدة أطلقها علي القلب الذي أحبه بصدق وكرهه بصدق ايضا فكانت كافية لأن تنهي حياتها إلي الأبد، ومن دون أن يتسني لها الدفاع عن نفسها أو عن الأمنية الأخيرة التي ترغب فيها قبل إعدامها قتلاً بالرصاص . نعيم لاذ بالفرار بعد أن ارتكب جريمته التي اهتزت معها الحارة الهادئة مثلما اهتزت معها قصة حبهما ، ليسلم نفسه إلي الشرطة بعد رحلة هروب لم تطل عدة أيام ، ليحال الي محاكمة عاجلة . عائلة القتيلة وجيرانها يصرون علي مطلب واحد هو تحقيق العدالة وإنزال أشد العقوبات بحقه ، وإعدامه في ذات المكان الذي ارتكب فيه جريمته، أمام البيت الذي كان يوما عشا هادئا انتقاما لمن قتلت مظلومة.