هذه هى ملاحظاتى على المسرح الأوروبى سواء فى ألمانيا أو سويسرا ان ثمة احتراما متبادلا بين الطرفين.. الطرف الأول هو الفنانون والطرف الثانى هو المتفرجون. لم أذهب الى أى مسرح إلا وكان فتح الستار فى موعده بالضبط واحترام المواعيد ظاهرة بالغة الأهمية خاصة فى سويسرا.. فالمسرح يبدأ فى نفس الموعد الذى كتب على الكتيب الصغير أو على مجلة هذه المسرحية ليأتى العرض متطابقا مع الموعد المنشور. هنا لا أقول مثلا متطابقا مثل قطاراتهم فهنا تحسب المدة بالدقيقة فمثلا يقال يصل قطار ميونخ فى الساعة العاشرة و6 دقائق.. هنا يصل بالضبط أمامنا فى هذا التوقيت. هناك احترام آخر بين الفنانين والمتفرجين حيث لايمكن أن يأتى متفرج بعد بداية العرض. وأيضا لا يمكن يخرج من المسرح والعرض لم ينته بعد. هنا أيضا أجد المتفرجين يصفقون بهذب شديد عند نهاية العرض احتراما لما قدمه الفنانون وأعتقد بحسب معرفتى البسيطة باللغة الالمانية أنه مهما يكن بالعرض عيوب فالتصفيق فى النهاية للجهد الذى قام به الفنان. ومن الملاحظات المهمة أيضا هو الاحترام الكامل خلال العرض من جانب المتفرجين إذ يستحيل ان تسمع اى صوت مهما كان خافتا هنا يتحول المسرح الى ما يكن يقال عنه فى الماضى أنه مثل المعبد. أيضا اجد ما استغرب عدم وجوده لدينا فى المسرح المصرى هو هذا الماكياج الذى لايخرج الفنان بدونه على خشبة المسرح.. هنا اللون «الروز» هو ما تطلى به الوجوه وهو الذى يساعد الفنان مهما يكن دوره على الاجادة فى التعبير فهذا اللون يساعده على إبراز تعبيراته وهو بالنسبة للجميع الفنانات والفنانين.. إذ يصعب ان تجد فنانا على خشبة المسرح بلونه الحقيقى سواء شديد البياض لا يحمل لونه شيئا من الاصفرار وهو للاسف ما اشاهده هنا تقريبا فى كل العروض.. إذ يقدم الفنان دوره لتستشعر أنه إما مريض أو متهالك أو أى أمر آخر فاللون الذى يقدم للفنان هو ذلك اللون الذى يساعده ويساعد المتفرج ايضا على ما يقوله الفنان على خشبة المشرح. والغريب أن هذا التقليد.. كان منذ سنوات فى مسرحنا المصري. لكن لا أعرف بالضبط هل هو استسهال أم توفير إذ يصعب ان يكون توفيرا لمادة بسيطة للغاية هى اللون الذى يظهر به على خشبة المسرح. ربما هو استسهال ايضا. أمور كلها فى منتهى البساطة لكن احترامها له رد فعل كبير للغاية لدى المتلقي. إنه فى النهاية الاحترام المتبادل بين الجمهور والفنان.