من قال إننا نعيش فى الجنة.. ولماذا الأحزان.. ولماذا نولول عندما تأتينا الصدمات ونلف حول أنفسنا ونتخبط» يمينا شمالا» من حوادث جسام دبرتها وحركتها يد الارهاب.. وعندما سالت دماء الشهداء.. لماذا الدهشة والبكاء عندما يغتالنا الأصدقاء -أو من يدعون صداقتنا- ونشاهدهم يجهزون على بقايانا بدلا من تضميدهم الجروح ..لماذا كلما مرت السنوات نتوقف وننظر للماضى البعيد – أو ربما القريب فنراه من وجهة نظر أخرى وبرؤية مختلفة- فنندم على مافعلنا، ونقول: ليتنا مافعلنا كذا وكذا –وياريت اللى جرى ماكان فكم مضينا فى فعل أمور ظننناها مثلا وقيما.. فوجدناها سذاجة وقلة خبرة استغلها البعض، بعدها تخلوا عنا وتركوا مشاعرنا وأرواحنا مجروحة تتأرجح بين الحزن والغضب مختلطة بالحزن والقنوط.. فغالبا ما يتخطى الرجل تجاربه الحزينة وينفضها بعيدا عنه فلا تؤثر على مستقبله وتقدمه فى الحياة، ولكن لاتتخطاها المرأة بسهولة بل تخصم الأحداث المؤسفة من عمرها فلا تشعر بالسعادة الا نادرا، فليس هناك وعلى الاطلاق أسوأ من رؤية امرأة منزعجة أوتعيسة تملأ دموعها المقلتين، حزينه لفقد حبيب بوفاة، أو خصاما لشخص سقط سهوا من حساباتها لاختلاف فى وجهات النظر، أو لتنافس غير محمود فى العمل، وكم كثرت أحزانها لما عاشت فقدانا لهيبة الوطن ورؤيتها لأيام سوداء عمت البلاد فى حكم الاخوان، وقد عمت الفوضى وهدمت المنازل وزادت التفجيرات بيد الارهاب الغاشم، حتى الشوارع أصبحت خرابا بعد أن خلعوا حجارة الأرصفه وقذفوا بها حماة الوطن من رجال الجيش والشرطه البواسل، -عشت هذا الحزن فأنا أسكن بالقرب من ميدان رابعة سابقا- الشهيد المستشار هشام بركات حاليا. ولاتزال المرأة منزعجة وغير سعيدة من غلاء الأسعار الجنوني، والذى جاء بعد تعويم الجنيه منذ عدة أشهر –القرار الضرورى المؤلم للنهوض بالبلاد- والذى يجعلها عاجزة شاعره بقلة الحيلة أمام تغول مطالب الأبناء. ولكن الحكمة الوطنية التى مشت على خطاها علمتها :أنه ليس هناك سعادة مطلقة ولا ألم على طول الخط، ويمكن للدموع أن تختلط بالابتسام، - وماضاقت إلا ما فرجت كما يقولون- على المستويين الشخصى والوطني، وقد وعد الرئيس شعبه وبخاصة المرأة - قائدة المعارك الوطنية - بمزيد من الرفاهة خلال الأشهر القادمة بعدما تؤتى المشروعات الوطنية ثمارها وبعد إعادة البنية التحتية للطرق، وبعدما أوشكنا بتماسكنا كشعب - مسلميه ومسيحييه- أن ننتهى من اصلاح الخراب الذى خلفه الارهابيون من ورائهم، ومن مخزون مشاكل 30 عاما سالفة، فالشعور بالسعادة يحتاج دائما قرارين «أحدهما وطنى والآخر شخصي»، ينبعان من داخلنا وبقناعة كل بيت مصري، فالسعادة نعيشها حقيقة حين تلامس أرواحنا همساتُ فرحةٍ تخفق لها قلوبنا، وهى شعور ممتع نسعى إليه ونفعل كل ما بوسعنا لبلوغه، والسعادة عنوان نضال المرء وكفاحه طوال حياته، وهى الهدف الاسمى والاخير الذى يهدف له ، وكما يراها الفيلسوف أرسطو: هو شيء نقوم نحن –كأفراد- بإيجاده وتغذيته حتى يكبر،وليست هدية يقوم الآخرون بمنحها لنا، وهى شيء نقوم بخلقه من العدم و بقوتنا الداخلية، ومسئوليتنا حمايتها من كل ما يهددها. لذا نقول لكل إمرأة فاقدة للسعادة : لاتقصرى فى حقك بالشعور بالسعادة ولاتقتصدى فى نشر السعادة على من حولك، بيتك وجيرانك وزملائك وأقربائك، اجلسى مع الباحثين عن السعادة وأسرهم، لن أقول لك ابتعدى عن المحبطات البائسات حتى لايضيفن عليك طاقاتهن السلبية، ولكن قدمى لهن المساعدة النفسية قدر المستطاع فالعطاء له طعم خاص تذوقيه وانعمى برضاه، وجميعكن ابحثن عن طريقا للسعادة المفقودة، فالسعادة لاتأتى فرادى ولكن «باللمة» تتوارى الأحزان وتكثر الضحكات. وهو ماسجلته نجمة الشاشة العربية فاتن حمامه فيلما فى فيلمها « يوم حلو ويوم مر»، ونشعر بها مباشرة على الهواء مع النجمة صاحبة السعادة إسعاد يونس فى برنامجها المبهج المليء بالأحاسيس الراقية «صاحبة السعادة» حين تمتزج الدموع بالضحكات. فقد قرر العلماء حقيقة: أن السعادة هى مقياس عمر الإنسان الحقيقى الجدير بالحسبان، واذا كانت المتعة هى التعبير عن فرح الإنسان بيولوجيا ونفسيا، فإن السعادة هى التعبير عن فرحته الروحية، وهى لا تتحقق فى خلو حياته من المشاكل ولكن بقدرته فى التغلب عليها،فقد يجد المرء سعادته وسط مجموعة من الامور المسببة للانزعاج ويشعر بالغبطة اذا كان يتمتع بروح الشجاعة ورباطة الجأش على مواجهتها على الرغم من خبراته السيئة المتوالية، والسعادة كما يراها العلماء مزاج عام أو مجموعه من الصفات العقلية والمشاعر الوجدانية التى يوجدها الانسان فى نفسه لمواجهة صعاب الحياة.فقوة السعادة الضاربة قد تصيب حزنك فى مقتل ، ولتبحثى عن سعادتك المفقودة حتى لو كانت فى «بطن حوت أو فى جحور العناكب»، وحتما ستعثرين عليها قريبه على مرمى بصرك ، فى وجه تحبينه -أخت أو صديقه أو حتى جارة، وان صعب عليك الشعور بالسعادة فستعثرين عليها حتما فى حب أكبر وأعظم، ألا وهوحب الوطن والذى سخره لك لراحتك وذريتك من بعدك، ستعثرين عليه فى ذهوك بجيشك «حامى الوطن الأعظم مصر» والوطن العربي..، ولنجدد العهد لرئيسنا السيسى الذى وضعه الله فى طريق شعب مصر ليحرره من قبضة حكم الاخوان فمنحنا الشعور بالأمل بعدما افتقدناه- فما من سعادة فى غياب الدولة - وفى هذه الظروف الصعبة كنا ولانزال- نحتاج لقائد عظيم بدأ مسيرة الاصلاح واقتربنا معه -بمشيئة الله- فى جنى الثمار، فلنتغن جميعا بحب الوطن ليتعلق الأبناء به والأحفاد، فلانسمع أبدا عن أبناء تركوا آباءهم تعساء من خلفهم مهاجرين كارهين لبلادهم-، وربما لهذا السبب كان التغيير الهيكلى الذى اتخذته دولة الامارات تحت رعايه الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم حاكم امارة دبى والذى تم على اثره تعيين وزراء للسعادة والتسامح والمستقبل ووزيرة للشباب بعمر 22 عاما فهم المستقبل السعيد . ونحن فى حاجة إلى مثل هذه الوزارات والتى تحتاج الى قرار جمهورى لتكون السعادة هى مستقبل هذة الامة.