تابعت باهتمام بالغ تلك المهزلة التى شهدها أخيرا «مهرجان شرم الشيخ الأفرو آسيوى للسينما والفنون والسياحة»، فما حدث منذ اليوم الأول للمهرجان كشف «عورات» الكثير من الجهات الرسمية وغير الرسمية، وأسقط «ورقة التوت» عن مهرجانات «السبوبة» التى غالبا تحمل أسماء ما أنزل الله بها من سلطان.. على الرغم من أننا فى أشد الحاجة الى الكثير والكثير من المهرجانات فقد زرت تونس من قبل 6 مرات شاهدت خلالها مهرجانات أشكالا وألوانا وفى منتهى الدقة من حيث التنظيم تقام فى «سوسة» و«المستير» و«سيدى بوسعيد» شمالاً وفى أقصى الجنوب فى «دوزس وستوزر» و«الشابية» بلد أبى القاسم الشابى. ما حدث فى شرم الشيخ يضعنا أمام حدث أساء كثيرا لسمعة ومكانة مصر، فالكارثة أنه حينما يفكر مجموعة من الأصدقاء فى «سبوبة» تحقق لهم الكسب السريع نجدهم يخترعون فكرة مهرجان ويتجهون على الفور الى واحدة من الوزارتين إما «الثقافة» أو «السياحة » .. وهذا الأمر لم يعد صعبا، ففى الغالب يتم الاحتماء تحت مظلة كيان قائم بالفعل ويتولى رئاسته احد الشخصيات المرموقة من الوزراء السابقين أو رجال الأعمال المهمين وتكتمل المنظومة باقناع فنان أو فنانة من أصحاب السمعة الطيبة فى المجتمع لتولى رئاسة المهرجان الذى يصبح فى غمضة عين تحت رعاية ودعم وزارة الثقافة ، خاصة أن وزيرها رجل «طيب القلب» وحسن الظن بالناس الذين فى الغالب يقدمون له فكرة تحمل شعارات رنانة مثل «ريادة مصر السينمائية» ثم يفاجأ فيما بعد أنه « اشترى التروماى » وأنه أهدر المال العام بدعمه لكيانات وهمية، أما وزير السياحة فالأمر بالنسبة له مختلف تماماً حيث تتم «دغدغة مشاعره» بسهولة بفكرة أن المهرجان يهدف الى تنشيط السياحة . أعتقد أننا الآن فى أمس الحاجة الى تحديد «أب شرعى» واحد يشرف على جميع المهرجانات ويوقف تلك المهزلة التى بسببها تحولت بعض تلك المهرجانات الى ما يشبه «الأفعال الفاضحة» التى يعاقب عليها القانون . [email protected] لمزيد من مقالات أشرف مفيد;