بعض الجهلاء فى فضائيات الفتنة والتحريض التى تبث سمومها من الدوحة واسطنبول يتهمون الرئيس السيسى بأنه كثير السفر والترحال، ويزعمون أن ذلك يكلف الدولة أموالا طائلة دون مبرر مع أن هؤلاء الجهلاء الأغبياء كانوا على مدى الأعوام الثلاثة الماضية يزعمون أن مصر تحت قيادة السيسى أصبحت دولة معزولة! إن هؤلاء الجهلة لا يعلمون شيئا عن العصر الذى نعيش فيه والذى يستحيل فيه على أى دولة أن تملك ترف تجاهل ما يجرى على الساحة الدولية من تطورات ومتغيرات أدت إلى تشابك المصالح، ليس فقط بالنسبة لاحتياجات الحاضر فحسب وإنما أيضا بالنسبة لطموحات المستقبل. إن السيسى يسافر فى إطار الفهم الصحيح لمسئولية رئيس الدولة فى العصر الحديث تعبيرا عن الوعى والإدراك بأننا نعيش عصرا يختلف اختلافا جذريا عن كل ما سبقه من عصور على طول التاريخ خصوصا ما يتعلق بسرعة قطار المتغيرات وقوة اندفاعه فى ضوء ما جرى استحداثه من مناهج ونظريات جديدة فى السياسة والفكر والاقتصاد، تمثل فى جوهرها عملية تحول فجائى فى العلاقات الدولية ترتكز إلى قواعد جديدة وآليات جديدة نسفت كل الثوابت الأبدية فى الفكر السياسى والنظام الاقتصادى وأدت إلى سقوطها مثلما تتساقط أوراق الشتاء فى الخريف. يغيب عن هؤلاء الجهلة فى قنوات الفتنة والتحريض أن الحركة المكوكية للرئيس السيسى فى الساحة الدولية تعكس فهما صحيحا وإدراكا حقيقيا لأهمية قراءة المستقبل من خلال مواصلة مد الأبصار خارج حدود الوطن وإلى أبعد نقطة يمكن رؤيتها ورصدها على سطح الكرة الأرضية بعد أن تلاشت المسافات وسقطت الحواجز ولم يعد بمقدور أى دولة أن تملك ترف الاستغناء عن فهم واستيعاب اتجاهات الريح المستقبلية التى تمكنها من التعامل مع مختلف تحديات الحاضر والمستقبل. تحية لرئيس مصر الذى يبدى اهتماما مبكرا بخريطة المستقبل دون أن يتجاهل ضرورات السعى لتوفير القدرة على تخطى مصاعب الحاضر! خير الكلام: سَبَقْتَ السّابقينَ فَما تُجارَي.. وجاوَزْتَ العُلُوّ فَما تُعَالَي! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;