أثار أول خطاب للرئيس الأمريكى دونالد ترامب على منصة الأممالمتحدة، والذى استمر 42 دقيقة، وتحدث فيه عن عقيدة «أمريكا أولا» ودول «محور الشر» أو «المارقة»، وهدد خلاله بمهاجمة كوريا الشمالية منفردا، وانتقد الاتفاق النووى مع إيران، وكذلك هاجم الأنظمة فى كوبا وفنزويلا، ردود فعل متباينة بين مرحبة وقلقة ومنتقدة. وفى الوقت الذى رفض فيه الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بشدة إجراء أى تدخل عسكرى فى كوريا الشمالية وحذر من إلغاء الاتفاق النووى مع إيران، بدا أقرب حلفاء الولاياتالمتحدة فى آسيا مصدومين من كلمة الرئيس الأمريكى والتى تعهد فيها بالتحرك عسكريا بشكل أحادى ضد ما سماه نظام «الرجل الصاروخ» كيم جونج أون فى كوريا الشمالية. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن «هؤلاء الحلفاء، وهم كوريا الجنوبية واليابان اللذين التزما الصمت حيال تهديد ترامب بإشعال الحرب داخل جارتهم الشمالية»، بينما حذرت الصينوروسيا بأن ترامب يسعى إلى إذكاء نار التوترات بالمنطقة. وعلقت الخارجية الصينية بالقول إن قرارات الأممالمتحدة واضحة فيما يتعلق بضرورة حل قضية شبه الجزيرة الكورية سلميا عبر وسائل سياسية ودبلوماسية. ومن جانبه، انتقد محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيرانى فى تغريدة على تويتر قائلا: «مثل خطابات الكراهية هذه تنتمى إلى العصور الوسطى وليس إلى القرن الحادى والعشرين»، مشيرا إلى أن بلاده لا ترى أن الخطاب يستحق الرد. وفى سول، أكدت كوريا الجنوبية أن خطاب الرئيس الأمريكى يؤكد حاجة بيونج يانج لإدراك ضرورة تخليها عن أسلحتها النووية، وقال مكتب الرئيس مون جيه: «نرى الخطاب مصورا لموقف حازم ومحدد بشأن المسائل الرئيسية المتعلقة بحفظ السلام والأمن والتى يواجهها المجتمع الدولى والأممالمتحدة». وفى هافانا، انتقدت كوبا تصريحات ترامب ووصفتها بأنها «مهينة وغير مقبولة وتدخل فى شئونها»، كما أكدت عدم ضلوعها فى الحوادث المزعومة التى تضرر من خلالها دبلوماسيون أمريكيون. جاء بيان وزارة الخارجية الحاد بعد أول لقاء رفيع المستوى منذ تنصيب ترامب بين وفدى كوباوالولاياتالمتحدة فى واشنطن من أجل مناقشة العلاقات الثنائية. وفى غضون ذلك، رحبت مريم رجوى زعيمة المعارضة الإيرانية بالخطاب باعتباره أول شهادة يدلى بها رئيس أمريكى منذ 38 عاما بشأن ضرورة تغيير النظام على يد الشعب الإيراني، على حد قولها. على صعيد آخر، أكد الرئيس الفرنسي، فى مقابلة مع شبكة سى إن إن الأمريكية، أن «إيران تخاطر بأن تصبح دولة نووية مارقة مثل كوريا الشمالية بدون الاتفاق، مشيرًا إلى أن بيونج يانج تعد النموذج المثالى لذلك». وأضاف ماكرون أن اتخاذ أى حل عسكرى ضد توجه كوريا الشمالية فى تطوير صواريخ نووية باليستية سيؤدى إلى مأساة وسقوط الكثير من الضحايا، مشيرا إلى أن إحلال السلام هو ما يجب علينا القيام به فى هذه المنطقة». وحذر مما وصفه بالخطاب القاسي، وذلك فى إشارة إلى خطاب ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن وجهة نظرى ليست ممارسة المزيد من الضغوط عبر الكلمات، ولكن يجب أن نقلل حدة التوتر ونعمل على حماية الأشخاص فى المنطقة. تأتى هذه التطورات فى الوقت الذى من المتوقع أن يرد الرئيس الإيرانى حسن روحانى على ترامب خلال خطابه الذى سيلقيه خلال ساعات. ومن جانبه، كشف سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى عن اجتماع وزراء خارجية الدول الست، وهى أمريكاوروسياوالصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى جانب إيران لمناقشة سير تنفيذ الاتفاق النووي. وأشار لافروف إلى أن «الدول الست وإيران ستسترشد بالتقييمات المهنية للوكالة الدولية للطاقة الذرية التى سبق لمديرها أن أكد مرارا أن إيران تفى بكل التزاماتها بنزاهة». وحول تصريحات الرئيس الأمريكى بشأن كوريا الشمالية واستخدامه مصطلح «الدول المارقة»، قال لافروف «إن موسكو لا تريد شيطنة أحد بل تسعى لإدراك جوهر المشكلة القائمة». وأضاف قائلا: « إن كل الأطراف لديها مخاوفها ولذلك فلن يؤدى إطلاق الإدانات والتهديدات سوى إلى استعداء الدول التى نريد التأثير عليها.. وأكد أن روسيا تفضل إشراك جميع الأطراف المعنية وحثها على الحوار. وعلى صعيد أزمة ميانمار، حثت بنجلاديش الدول المسلمة إلى التوحد والمساهمة فى حل أزمة مسلمى الروهينجا، بعد أن فر مئات الآلاف من اللاجئين هربا من القمع. وقالت رئيسة الوزراء البنجلاديشية الشيخة حسينة فى اجتماع لدول منظمة التعاون الإسلامى ال57 أمس فى نيويورك : «أدعو دول المنظمة إلى إظهار الوحدة من أجل حل أزمة الروهينجا قبل فوات الأوان»، وطالبت بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة من الدول المسلمة للتعامل مع تدفق الروهينجا الفارين مما وصفته الأممالمتحدة بأنه «تطهير عرقي»، وأوضحت أن ميانمار تتجاهل الدعوات لاستعادة اللاجئين.