يعود الأخوة الفلسطينيون من حماس وفتح إلى القاهرة مجددا لتفعيل الاتفاق الذى وقعوه عام 2011, ومصر التى آمنت بمركزية القضية الفلسطينية، واستعادة حقوق الشعب الفلسطينى السليبة تفتح ذراعيها وتضع إمكاناتها اليوم رهن تحقيق المصالح الفلسطينية، وقد عادت اليوم لتفاجىء القاصى والدانى بهذا التقدم، بعدما ظنت بعض الأطراف أنها نجحت فى ازاحتها، وتهميش دورها، غير مدركين عمق أصالة مواقفها. وبالنظر الى كلفة السنوات السبع الماضية العجاف، فإنه يجب الاستفادة من دروس تلك التجربة المريرة، فالخلاف كان يجب ألا يعنى إقصاء وتقسيما وحربا بين الطرفين، والخلاف بينهما كان يمكن ان يكون رحمة بشرط أن يكون تحت مظلة القضية والمشتركات والأهداف الفلسطينية. وقد أثبتت الأيام أن مصر لم تتخل يوما عن الشعب الفلسطينى ولا عن قضيته، وأنها المفتاح والبوابة الأمينة الآمنة للعمل الفلسطينى وتحقيق أهدافه، فمصر ليس لها أجندة فى الماضى أو الحاضر أوالمستقبل، ولم تستغل القضية الفلسطينية كما فعلت بعض العواصم الأخرى. يدرك الفلسطينيون ذلك، ولذا فإنه لن يصح إلا الصحيح. مصر مع العمل الفلسطينى الوطنى المخلص ومع وحدة الشعب الفلسطينى والفصائل، ومع المصالحة الفلسطينية التى توحد الصف الفلسطينى لتحقيق الأهداف المشروعة، ويحتم ذلك على كل الفصائل الفلسطينية المضى قدما من أجل وضع خلافات الماضى وراء ظهورهم وبذل كل الجهود لإزالة النتائج الوخيمة لخلافاتهم وتداعياتها الكارثية على حياة الفلسطينيين ومستقبلهم. إن ما تحقق من تقدم فى القاهرة يجب ألا يمر مرور الكرام، وهذه الفرصة التاريخية الفارقة يجب ألا تفلت من أيدينا جميعا، مهما تكن الصعوبات والتضحيات. لمزيد من مقالات أسماء الحسينى