الخلافات بين عدد كبير من الحكومات العربية والإسلامية كثيرة ومتعددة لدرجة القتل والحرب والتدمير، ولدى كل نظام ما يقوله لشعبه عن الأسباب والنتائج مما تروجه وسائل اعلام غير محايدة، ولا تمتلك رؤية لطرح البدائل. والعجيب أنه فى موسم الحج تتلاشى هذه الخلافات تماما، وحتى لو خاض بعض الحجاج فى الخلافات فانهم يتمنون السلام والوفاق لكل المسلمين للدرجة التى تخرج فيها باعتقاد جازم بأن هذه الخلافات بين الأنظمة مفتعلة لأسباب ليس من بينها قوة الشعوب المسلمة. سألنى شاب إيرانى عن سبب قطع مصر العلاقات مع بلده، فأجبته ولا جدال فى الحج، فقال أحسنت، وتأخر الباص الذى سينقلنا إلى المزدلفة فبكت سيدة من بنى سويف خوفا من أن تضيع الحجة ولاحظت أننى أتابع ما نشر فى صحيفة عكاظ عن حجاج المخيمات الذهبية من الأثرياء المصريين فقالت (وهما دول اتوبيسهمً متأخر زينا)؟ فلم أعلق . فى الحج لاحظت عناق ودموع الإندونيسيين بعد انتهاء رمى الجمرات وكيف يسيرون فى مجموعات منتظمة منضبطة، ولاحظت كيف يرتدى السوريون خاصة السيدات زيا موحدا، وكيف يسير الجزائريون معا ويبدون متنافرين، وكيف يبدو بعض الأتراك متكبرين على بقية الحجاج بينما يلتزم الايرانيون الصمت المطبق، وسط كل هؤلاء يسير المصريون مع كل الوفود و أمامهم وخلفهم وفىً كل الأوقات، ورأيت كيف يرافق شيخ من كل دولة وفود بلده فى الطواف والتلبية والدعاء، بينما وعلى مدى 27 يوما لم أصادف عمة أزهرية، سواء فى الكعبة المشرفة أو منى أو المدينةالمنورة .! [email protected] لمزيد من مقالات إبراهيم سنجاب