أحاول انتزاع نفسى واستنقاذ اهتماماتى من مستنقع الكتابة عن أمور داخلية تحفل بالخداع والتزييف والمناورات، إلى أمور خارجية واضحة لها أول كما لها آخر، وهى فى التحليل الأخير ذات صلة لو اجتهدنا فى قراءتها بأمورنا الداخلية والإقليمية وينبغى علينا ألا نهمل فحصها.. ومن ذلك التضاغطات الروسية الأوروبية حول أوكرانيا وآخر فصل فى تلك الساحة، كانت الطريقة التى تعاملت بها بولندا وألمانيا وبعض دول البلطيق مع المناورات العسكرية الضخمة التى تجريها روسياوبيلاروسيا على مقربة من حدود بولندا ودول البلطيق بعنوان: «الغرب 2017»، إذ راحت تلك الدول تستخدم حدث المناورات فى تصعيد الموقف الغربى من روسيا وبالذات بعد تحرير شبه جزيرة القرم من أوكرانيا واستندت تلك الدول إضافة إلى ألمانيا، إلى فكرة لم يثبتها أحد عن تعظيم عدد المشاركين فى تلك المناورات ليبلغ 100ألف جندى وبما يتجاوز الحدود المتفق عليها فى اتفاقية فيينا، كما أن تلك الدول البلطيقية وألمانيا تحاول الإيحاء بأن روسيا تعيد نشر قواتها فى بيلاروسيا وتهدد أمن جيرانها.. ويغفل المتقولون بهذا الكلام عن أن تحريك قواعد الدرع الصاروخية الأمريكية فى هذه الدول ورومانيا كان يهدد على نحو مباشر الأمن الروسي، فضلا عن أن موسكو نفسها أعلنت بوضوح لا يقبل أى التباس أن مناورات «الغرب 2017» هى مناورات دفاعية وطبيعتها بالدرجة الأولى لها نفس السمت الذى يميز مناورات «حماة الصداقة» التى تجريها موسكو بالاشتراك مع مصر. خطورة التضاغط الروسى مع بعض الدول الأوروبية، أنه جزء من المعادلة الدولية للتبادل ويمكننا أن نحدد بوضوح العلاقة بين روسيا ودول البلطيق والغرب من جهة وبين روسيا ودمشق من جهة أخري، وعلى المحورين تمارس أمريكا ضغوطها لاستعادة بعض هيبتها عبر تكثيف اتهاماتها لروسيا بالعدوانية والاستفزاز تجاه جيرانها الأوروبيين، وتحاول منع روسيا من تجهيز قواتها داخل حدودها أو حدود بعض حلفائها، لمواجهة أى أخطار، وذلك طبقا لبنود العقيدة العسكرية الروسية الأخيرة، والتى تضم بنودا أخرى يعلمها الغرب وتعلمها أمريكا ضد محاولات الإضرار بالاستقرار الداخلى لروسيا وحمايته من الخطر الطائفى والجمعيات الأهلية الممولة من الخارج!. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع