المعايير تعتمد على النظافة والاستجابة للمواطنين وإزالة التعديات تعد الإدارة المحلية عصب كل دولة ، وهى المسيطرة على مفاصلها ، كما أنها الأقرب لمشكلات، ومتطلبات المواطنين اليومية ، فضلا عن كونها المسئولة عن أدق تفاصيل حياتهم، من تعليم وصحة وطرق وتراخيص بناء ومحال ونظافة ومرافق ومياه وإنارة ، وكبح المخالفات والتعديات والإشغالات وفشلها فى أداء وظائفها ، وأدوارها المنوطة بها ، يعنى تحول حياة الناس إلى جحيم وتجعلهم ناقمين على الحكومة. وقد أدت الأمراض التى أصابت أجهزة الإدارة المحلية فى مصر ، وتمكنت منها إلى انتشار ظاهرة فوضى البناء والتعديات والإشغالات والتكدس المرورى وانتشار القمامة فى كل مكان مما جعل معظم المواطنين غير راضين عن أداء الإدارات المحلية بسبب نقص كفاءات رؤساء الأحياء فضلا عن المركزية الشديدة والميزانيات المحدودة، وهو ما ينعكس سلبيا فى النهاية على حياة المواطن ومصالحه. وقد كشف التقييم الشهرى لأداء أحياء القاهرة الذى أجرته لجان المتابعة بالمحافظة خلال شهر يوليو الماضى ، عن مفاجآت خطيرة فى ترتيب الأحياء بسبب فشل بعضها فى إنجاز الخطط المستهدفة ، و تردى مستوى النظافة بميادينها وشوارعها ، وكانت أولى المفاجآت تراجع ترتيب حى المعادى أرقى أحياء العاصمة من رقم 9 إلى المرتبة 22 فى يوليو 2017 ، لتصبح ضاحية المعادى الجميلة على مشارف العشوائية بسبب تراجع الأداء، لتتقدم عليه أحياء شعبية وعشوائية مثل باب الشعرية والموسكى وبولاق والمرج والمطرية والشرابية و الأميرية. وجاءت أحياء 15 مايو والسيدة زينب والسلام ثان ،والمقطم ودار السلام والمعصرة فى ذيل القائمة بسبب فشلها فى تحقيق المستهدف وعدم التزامها بالمعايير المقررة للتقييم الذى أقرته لجان المتابعة. وتضمنت معايير تقييم الأحياء تقسيم كل حى إلى 4 مربعات (مناطق) شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، وكل مربع له متابع يقدم تقريرا حول أفضل وأسوأ هذه المربعات ، وتحديد النقاط المضيئة فيه، كما يعتمد التقييم على عدة معايير منها أعمال التطوير والمتابعة فى كل مربع داخل كل حى إلى جانب تقييم مدى الحفاظ على ما تم تنفيذه وحجم المشاركة المجتمعية ومدى استجابة رؤساء الأحياء لشكاوى المواطنين، ومستوى النظافة ونسبة إزالة التعديات والإشغالات والتخطيط المرورى وحالة الشوارع وغسلها ونظافتها وتنسيقها،وكذلك حالة الأرصفة ودهانها ، وعدد المحال الملتزمة بوضع كاميرات التصوير وصناديق القمامة ونسبة الزيادة فى حجم المسطحات الخضراء والحدائق ومدى السيطرة على المواقف العشوائية ومسارات التوك توك والسيرفيس ورفع السيارات المهملة. كما يشمل التقييم مدى استجابة كل حى لشكاوى المواطنين ، وما ينشر ويبث عبر وسائل الإعلام عنه ومدى مشاركة الأهالى والجمعيات الأهلية فى تنفيذ خطط تطوير الحى فى الارتقاء به والحفاظ على ما يتم من أعمال وحجم المحاضر المحررة ضد المخالفين ، وحجم تحصيل المبالغ المالية للغرامات المقررة ونسبة إزالة الإشغالات والتعديات ، ومدى التزام المحال بالمساحات المخصصة لها، ونسبة إخلاء الأرصفة للمشاة ،ورفع الحواجز والسلاسل الحديدية وخلافه من أحجار أو إطارات كاوتشوك ما يستخدمه البعض لحجز أماكن انتظار لسياراتهم مع الأخذ فى الاعتبار الفروق بين الأحياء من حيث كثافة السكان ومساحة الأحياء، وكذلك الاختلافات بين سلوكيات سكان الأحياء الراقية والشعبية.