«صان الحجر» هذه المدينة المصرية القديمة التى كانت مصدرا للحكم، وأحد أبرز العواصم السياسية والدينية على مدى عدة حقب ، وواحدة من أكبر المدن المصرية فى فترات تاريخيه مهمة، وحتى نهاية العصر الروماني، ورغم كل هذا وحتى ايام مضت ، ظلت تلك القرية الأثرية المغمورة فى مركز الحسينية بمحافظة الشرقية والتى عرفت «بأقصر الدلتا» تعانى الإهمال والنسيان حتى إعلان تسجيلها وتوثيقها أثريا. فعلى بعد نحو 150كيلو مترا من القاهرة شمال محافظة الشرقية تقع مدينة صان الحجر، تحيا حياة ريفية تقليدية بعيدا عن أى مظاهر أخرى تشير الى وجود منطقة سياحية أو اثرية، لكنها مجرد منطقة زراعية . وتضم آثار صان الحجر «تانيس» كما يطلق عليها فى كتب التاريخ ، العديد من المعابد الملكية والمسلات والآبار والقصور، فهى غنية بالآثار الفرعونية واليونانية والرومانية . وتعود نشأة تانيس أو صان الحجر حاليا كما يقول الأثرى رفعت نجم بمنطقة آثار الشرقية إلى 4000 سنة قبل الميلاد، حيث كانت تسمى تانيس فى العهد اليوناني، وقد تأسست تانيس فى أواخر عهد الأسرة العشرين، وأصبحت عاصمة لمصر خلال عهد الأسرة الحادية والعشرين . وتتميز صان الحجر بوجود المعبد الكبير الذى كان مكرسا لآمون، وبعض المقابر الملكية من الفترة الانتقالية الثالثة، ومنها مقابر الفراعنة «بسوسنس الأول وأمينيموبى وشاشنق الثاني»، كما تحوى المنطقة أكبر عدد من المسلات تصل الى 20 مسلة منقوشة بأسماء وألقاب رمسيس الثانى وانتصاراته وأمجاده، ورغم كل هذه الثروة التاريخية الأثرية السياحية والدينية، لم تكن يوما أحد المقاصد السياحية نتيجة ما تعانيه من نقص وقصور الخدمات التى لا تليق باستقبال السائحين ، فلا طرق ممهدة اواستراحات مجهزة او كافيتريات او حتى دورات مياه لائقة ، بل ظلت اثارها ملقاة بالعراء عرضة لكل عوامل التعرية والنهب والسلب.