فى قصص الماضى المجهول أدمغة وعقول، فرءوس مكتظة بشرور وشتائم هى حرمت من ذرة عقل يزن الأشياء، قد جاءت تلعب بالنار وتجر العار ما بين قرار وقرار، وبين فرار وفرار، والقلب احتار: هل هو ماض قد عاد بإصرار، وقناع من تحت قناع عار؟!. وما تقدم يفضى إلى حقيقة كونية، أو تكاد، وهى تؤكد أن من جنحوا بين مسلمى اليوم للسلم إنما هم انحدروا من أسلاف دخلوا الإسلام عن حب عميق وفهم دقيق، والنموذج التاريخى لأمثال هؤلاء هم المسلمون الأوائل، بصبرهم على الظلم والضيم إلى النهاية «بالشهادة أحيانا»، وأما من جنح من بينهم إلى العنف والدم والدمار، إنما انحدروا من أسلاف دخلوا الإسلام إما نفاقا وإما انكسارا، ثم انبهارا بما صار إليه حال المسلمين من قوة كانت فى حقيقتها فتنة واختبار ثبات على قيم العقيدة «ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون» والنموذج التاريخى لأمثال هؤلاء هم سادة قريش وكبراؤهم الذين أذاقوا المسلمين الأوائل صنوف العذاب والقهر والقتل والهوان، قبل هجرة البقية الباقية منهم إلى المدينة، فرارا بدينهم. ومن يدخل الإسلام، ويبقى عليه عن حب، لا يفكر للحظة إلا فى حياة استقامة وارتقاء، ونبل ومروءة وصداقة ومودة وسلام مع كل بنى البشر، أفرادا وأمما، وفى النهاية، إنها جينات الهداية لا محالة «من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل، فلن تجد له وليا مرشدا». حامد شاكر