تصاعدت الضغوط الداخلية على الحكومة القطرية للتخلى عن سياساتها الحالية التى ستؤدى بالبلاد إلى الدمار، حيث أكد تقرير لشبكة «سكاى نيوز» العربية أن بيانى الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، والشيخ عبد الله بن على آل ثانى الأخيران جاءا ليضيقا الخناق أكثر على الحكومة القطرية التى دخلت بالبلاد نفقا مظلما، وليؤكد أن أفعال السلطة القطرية باتت محل انتقاد العائلة الحاكمة نفسها. وعبر الشيخ سلطان بن سحيم آل ثانى عن دعمه للدعوة إلى اجتماع من أجل حل الأزمة القطرية، وفى بيان مصور حث القطريين على التوحد ضد الإرهاب والتضامن ل«تطهير الأرض»، ومواصلة التنمية فى البلاد.كما كانت الدعوة إلى توحيد الصف القطري، والعودة بالدوحة إلى حضنها الطبيعي، بين العناوين العريضة لبيان الشيخ عبد الله بن على آل ثاني، الذى كشف المستور عن سخط القطريين وأفراد من العائلة المالكة من ممارسات السلطة الحاكمة. ومن جانب آخر، وفى مزيد من الأفعال الاستفزازية لجيرانها فى الخليج، اعترفت قطر أمس أنها تحتجز 20 بحارا دخلوا مياهها الإقليمية على متن 15 مركب صيد بحريني، متهمة المنامة بمحاولة «اختلاق المشاكل» بعدما أعلنت البحرين عن عملية احتجاز من دون أن تحدد موقع اعتقال البحارة. وقال مصدر مسئول فى وزارة الداخلية القطرية إن «احتجاز مراكب الصيد التى دخلت المياه القطرية ليس بإجراء جديد، فقد جرت العادة بأن يتم الحصول من قبلهم على تعهد بعدم الصيد فى المياه القطرية»، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية. وكان العميد علاء عبد الله سيادى قائد خفر السواحل البحرينى للوكالة إن السلطات القطرية احتجزت على مدى اليومين الماضيين ثلاثة قوارب بحرينية. ولم يورد التقرير مزيدا من التفاصيل عن طبيعة القوارب أو المكان الذى احتجزت فيه. وفى غضون ذلك، عقد وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والبحرين أمس الأول اجتماعا تشاوريا فى نيويورك على هامش أعمال الدورة ال 92 للجمعية العامة، لبحث أزمة قطر وآليات جديدة للتعامل معها.وأكد وزير الخارجية سامح شكرى استعداد الدول الأربع للحل السياسى إذا التزمت قطر بتنفيذ المطالب ال 13. وقال : «تم التشاور حول آخر المستجدات الخاصة بأزمة قطر، وتم التأكيد على الاستعداد الدائم للحل السياسى لهذه الأزمة على أن تلتزم قطر بتنفيذ المطالب ال 13 والمبادئ الست التى تم إقرارها، وتكرار نفس الالتزام من قبل الدول الأربع على العمل لتحقيق الأمن القومى لدولهم وللمنطقة العربية كاملة. وحول صحة تجاوب قطر لمطالب الدول الأربع قال شكرى «هذا ما نتطلع إليه إذا كان صحيح فهو مهم، وهو ما تطلب به الدول الأربع فى كافة المراحل، ونحن نسعى لأن يكون العلاقة طبيعية، وتكف قطر عن دعم الإرهاب وتمويله، والتدخل فى الشئون الداخلية للدول الأربع وزعزعة الاستقرار بها». ومن جانبه، أكد وزير الخارجية السعودى عادل الجبير عقب اجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن الأزمة مع قطر بدأت بسبب عدم التزامها بوقف دعم الإرهاب والتدخل فى الشئون الداخلية لدول المنطقة. وعلى صعيد متصل، سلطت شبكة «سي.إن إن» الإخبارية الأمريكية الضوء فى تقرير اقتصادى موسع مدى تأثير الأزمة الخليجية على الاقتصاد القطرى والقطاع المالى ، حيث توقع كريسجانيس كروستينز المحلل المالى والمدير المساعد فى وكالة «فيتش» الدولية للتصنيف الائتمانى أن يضطر جهاز قطر للاستثمار لبيع أجزاء من محفظة أصوله السائلة لدعم القطاع المصرفى القطرى إذا تفاقمت الأزمة.