أكد أحمد الجربا رئيس تيار الغد السورى خلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية لملتقى التشاور الأول للقبائل والقوى السياسية العربية فى شرق سوريا أن ظروف سوريا تغيرت وخريطتها السياسية تبدلت. وأن عقد المؤتمر جاء لرفع الصوت قبل فوات الأوان. وقبل الدخول فى متاهات لُعبةِ الأمم. وقال إن السوريين أمام مفترق مصيري، فإما أن يمسكوا مستقبلهم ومستقبل أولادهم بأيديهم، أويتحولوا إلى كرة تتقاذفها الأقدام الإقليمية والدولية. وأن سوريا خلافا لأى دولة منكوبة، تتعرض لاحتلالات وليس احتلالا، وتتقاسمها مناطق نفوذ تتوزع بين الولاياتالمتحدة وروسيا وتركيا وإيران، ناهيك عن الجماعات والعصابات المسلحة، لتقتطع جزءا من ارضها وقرارها الوطني. وأضاف: لكن لماذا الآن، ولماذا المنطقة الشرقية؟ ولماذا منطقة الجزيرة والفرات؟ هذا هو السؤال المهم. ببساطة، لأن منطقتنا تشكل الآن خط الصدع، ومحور المواجهة الدولية فى مكافحة الإرهاب وتقاسم النفوذ فى آن معا. لذلك فإن مصير سوريا برمتها يتحدد اليوم فى المعركة الدائرة عندنا الآن. والآن هو الوقت الوحيد لنقول كلمتنا، وإلا فلن تكون لنا كلمة ولن يسمع احد صوتنا بعد الآن. الآن هى اللحظة الأكثر حساسية فى هذا الزمن الصعب. وشدد أن مؤتمر القاهرة الذى يضم عشائر عربية أصيلة، ونخبا سياسية وفكرية وثقافية، له أهمية استثنائية. فلو ركزتم معي، حول الدول التى تتقاسم النفوذ فى سوريا، لوجدتم الغرب والشرق والايرانى والتركي. ولن تجدوا دولة عربية واحدة صاحبة نفوذ. لأن الدول الشقيقة راهنت ولاتزال تراهن علينا كحصان عربى يمكن أن يحفظ عروبة سوريا ويصون هويتها، بالتلاحم والتعاضد مع كل المكونات الأخري، وعلى رأسهم الإخوة الكرد. إخوة التاريخِ والجغرافيا، وشركاء الأمس والمستقبل. وقال إن الاجتماع فى مصر الشقيقة الكبرى دليل على المشروع العربى العروبى الذى يساندنا ويشدد عضدنا، هذا المشروع الذى يحمل رايته اليوم، مثلث الصمود العربى الوازن، المتمثل بمصر والسعودية والإمارات. ولكن عندما نتحدث عن خيار عروبى وطنى سوري، نتحدث عن شراكة حقيقية، لا نأكل فيها حق أحد، ولا نسمح لأحد أن يتطول على حقوقنا وكراماتنا، يدنا ممدودة وعقولنا مفتوحة للجميع. ولكننا نقف عند حقوقِنا فنأخذها أو نبذل دونها الدماء والأرواح. ودعا الجربا إلى إنجاز رؤية سياسية شاملة، حتى لا تضيع الحقوق ، كما ضاعت حقوق عربية كثيرة. وأوضح: اننا لم نحضر رؤية جاهزة وعلى القياس، فهذه ليست عادتنا ولن نحترفها، ولكننا وضعنا مسودة نقاط تسهيلا للنقاش من أجل الخروج بمقررات سياسة عملية، تحجز لنا موقعاً على رقعة الشطرنج السياسي، وبشكل مبكر، حتى لا نفيق يوما كغيرنا فى المنطقة، على ضياع الحقوق. وأشار الجربا إلى أن الملتقى سيبحث التأكيد على مواجهة الإرهاب بكل أشكاله ومن كل الأطراف، لما لذلك من أهمية فى استعادةِ قرارنا الوطنى من العصاباتِ التى سطت عليه وتأكيد أن الحل السياسي، لا ولن يكون إلا متوازنا ومرتكزا إلى مطالب السوريين أولا، وقرارات الشرعية الدولية ثانيا، بالتنسيق الكاملِ مغ الثلاثى العربي. وتثبيت حقوق جميع المكونات داخل سوريا الجديدة وليس المفيدة، وأعنى كل شبر من سوريا الواحدة الموحدة.