اجابة واحدة فقط يمكنها تفسير السؤال الغامض: لماذا سقط الرهبان البوذيون - المسالمون وفق عقيدتهم - فى بورما أو ميانمار فى خطاب الكراهية وتحريض الناس على قتل الأقلية المسلمة المعروفة باسم الروهينجا والتى لم تعرف يوما العنف ولا الكراهية ولا حتى لها أى رد فعل تجاه الممارسات الإجرامية التى مورست عليهم؟!. هذه الاجابة لا تخرج عما يمكن تسميته بعقدة الرهبان البوذيين الذين تحولوا بفعل استبداد السلطات الحاكمة فى بلادهم من الوداعة إلى الشراسة ومن القيام بدور الضحية إلى لعب دور الجلاد الذين اكتووا بناره كثيرا!. .. ففى أثناء ثورة 2007 ببورما استخدم الرهبان نفوذهم الأخلاقى لتحدى الحكم العسكرى فى البلاد والجدل الدائر بشأن الديمقراطية، واختار الرهبان آنذاك الاحتجاجات السلمية لتحقيق أهدافهم، ولكن دون جدوي. والآن يستخدم بعض الرهبان نفوذهم الأخلاقى لتحقيق هدف مختلف تماما، فمجتمع الرهبنة، المؤلف من 500 ألف راهب، لا يخلو من الغاضبين، وطبيعة العلاقة بين المتطرفين البوذيين والأحزاب الحاكمة غير واضحة المعالم، فتارة يصف العسكريون الرهبان «بحماة البلاد والدين والعرق»، بينما كانوا يسومونهم كل صنوف الاضطهاد!.. ويبدو أنهم اختلفوا فى كل شيء إلا أنهم اتفقوا على قتل وتشريد الأقلية المسلمة ،والغريب أن الرسالة المعادية للمسلمين لاقت صدى لدى بعض السكان. وعلى الرغم من كون البوذيين يمثلون أغلبية، إلا أنهم يتفقون على ان دينهم يواجه تهديدا. ويعتقد الكثير من الناس انهم هدف لحملات تحويلهم عن دينهم تنظمها الديانات التوحيدية، كما يعتقدون أنه من الأفضل لهم أن يسلكوا سبيل الغلظة... ومهما تكن الأسباب والنتائج إلا أنه يبقى أن ما يحدث للروهينجا وصمة عار فى جبين الإنسانية قاطبة والعالم الإسلامى بصفة خاصة!. [email protected] لمزيد من مقالات أيمن المهدى