هل انتهى عصر نيتانياهو؟.. سؤال طرحته الصحف الإسرائيلية خلال الأسبوع الماضى بعد أن أظهرت استطلاعات الرأى أن أكثر من 66% من الإسرائيليين يؤيدون إقالة رئيس الوزراء. وكشفت استطلاعات الرأى الإسرائيلية عن أن التحالف اليمينى الحاكم قد يفقد السلطة فى حال استمرار نيتانياهو زعيما لليكود فى الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد عامين، حيث جاء فى الاستطلاعات أن الأحزاب التى يتشكل منها ائتلاف نيتانياهو لن تتمكن من تجاوز سقف ال60 مقعداً المطلوب لاستمرار الحكومة وتراجع نصيب الليكود من 30 مقعدا إلى 22 مقعدا فقط. ولكن هناك سؤالين، الأول عن سبب تراجع شعبية نيتانياهو، والثانى عن البديل المطروح لقيادة الدولة العبرية بعد عامين. استطلاعات الرأى الإسرائيلية منذ بداية 2016 تشير بوضوح إلى تآكل شعبية نيتانياهو، حيث لم تتجاوز نسبة تأييد المشاركين فى الاستطلاعات المختلفة نسبة 50% على الأكثر، بل تقدم فى عدد من هذه الاستطلاعات يائير لابيد زعيم كتلة «هناك مستقبل» عليه. السر وراء تراجع شعبية نيتانياهو يرجع بالأساس إلى سعيه إلى نقل معركة اتهامه بالفساد إلى ساحة التشكيك فى مؤسسات الدولة، وخاصة السلطة القضائية والشرطة، بل وتجاوزها للجيش والإعلام عبر تورط عدد من قيادة الجيش السابقين فى فضحية الرشوة، وتضمنها دفع مبالغ لوسائل إعلام بهدف تلميع صورته. لقد كانت التشابكات فى الفساد المتعلق نيتانياهو - وخاصة فى قضية الغواصات بمثابة حبل لشنق شعبية نيتانياهو. فجمهور يمين الوسط يعتبر أن سرقة أموال المؤسسات، وخاصة الجيش، بمثابة جريمة لا تغتفر وهو الجمهور الذى يعتمد عليه نيتانياهو بشكل رئيسي. وبالتوازى، فإن جمهور اليمين المتشدد من المستوطنين والحريديم يشعر بخيبة أمل نتيجة تراجعه فى قضية البوابات الإلكترونية أمام الهبّة الفلسطينية والضغوط الدولية والإقليمية. ويبقى السؤال من هو بديل نيتانياهو اليوم فى إسرائيل؟ إن قراءة مبسطة لاستطلاعات الرأى الأخيرة قد تشير إلى أن يائير لابيد هو المرشح الرئيسى لخلافة نيتانياهو، ولكن لابيد وحزبه «هناك مستقبل» يعانيان من تآكل واضح لجمهور الوسط من الليبراليين سكان المدن الرئيسية، سواء فى تل أبيب أو حيفا، مقابل الصعود الديموجرافى المستمر للمستوطنين وجمهور اليمين المتشدد والحريديم. ولن ينجح لابيد فى تجاوز هذه الأزمة إلا بتحالف واضح مع الجيل الثانى والثالث من المهاجرين الروس. ولا يبدو فى الأفق حتى اللحظة أن لابيد قادر على مد الجسور مع هذا الجمهور الواسع حتى يمكنه الوصول إلى رئاسة الحكومة فى 2019، هذه الاستطلاعات تشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى القادم سيكون على الأرجح من داخل حزب «الليكود» وليس من خارج هذا التيار فما زال اليسار الإسرائيلى بعيداً عن الحكم فى إسرائيل. فى النهاية فإنه أصبح من شبه المؤكد حتى فى حال عدم إجبار نيتانياهو على الاستقالة أو الدعوة لانتخابات مبكرة، أن انتخابات 2019 ستأتى بشخص جديد على رأس الحكومة الإسرائيلية.