يبدأ أليستر بيرت وزير الدولة البريطانى لشئون الشرق الأوسط زيارة مصر اليوم تستغرق يومين، حيث يلتقى عددا من المسئولين المصريين لبحث الملفات المشتركة بين مصر وبريطانيا وكيفية توطيد العلاقات بينهما إلى جانب عدد من الملفات الدولية المهمة وعلى رأسها مواجهة الإرهاب. وقال جون كاسن سفير المملكة المتحدة فى تصريحات صحفية أمس، إن زيارة بيرت مصر تأتى فى وقت مهم جدا خاصة أن بيرت يعد من أكثر الساسة البريطانيين دراية بالعلاقات المصرية البريطانية حيث تقلد مناصب مختلفة لها صلة بالعلاقات البريطانية، بدول الشرق الاوسط وعلى رأسها مصر خلال أربع حكومات بريطانية. وقال إن الزيارة ستركز على ثلاثة ملفات مهمة وهى الملف الاقتصادى والتعليمى والأمني. فبالنسبة للعلاقات المصرية البريطانية على المستوى الاقتصادي، تؤمن بريطانيا بأن خطة الإصلاح التى تقوم بها الحكومة المصرية على المستوى الاقتصادى كفيلة بتحقيق الاهداف المرجوة وأن الاقتصاد هو الفاعل المحورى لتحقيق التقدم لمصر. وأضاف أن بريطانيا تحتل حاليا المركز الأول كشريك اقتصادى أجنبى لمصر وتحرص على ان تحتل هذه المرتبة طوال الوقت، فمنذ عام 2011 ضخت بريطانيا استثمارات تقدر بأكثر من 30 مليار دولار وهو ما يمثل نحو 46% من نسبة الاستثمارات الأجنبية فى مصر بصفة عامة. وتدرك بريطانيا أهمية الاستثمارات الاجنبية فى مصر كوسيلة لضخ العملة الصعبة وإيجاد فرص عمل فى مجالات عديدة، إلى جانب الإسهام فى رفع جودة المنتج المصرى بما يتناسب مع معايير الجودة الدولية. وقال كاسن إن بريطانيا تعتزم خلال المرحلة المقبلة ضخ استثمارات فى مجال البنية الأساسية، لهذا يتم الإعداد لزيارة وفد بريطانى من رجال العمال خلال الشهر المقبل لبحث فرص الاستثمار المتاحة فى هذا المجال فى مناطق محور قناة السويس والعلمين والعاصمة الإدارية الجديدة. وأضاف كاسن أن بريطانيا تعمل على مساندة الحكومة المصرية فى مجال حماية المواطن المصرى من الصعوبات التى قد تنجم خلال تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، وقد بدأت بريطانيا التعاون مع مصر فى هذا المجال منذ سنوات. وتشترك بريطانيا فى تقديم تمويل للبنك الدولى لتمويل المشروعات داخل مصر لذا يوجد تعاون ثلاثى بين مصر وبريطانيا والبنك الدولى لتنفيذ تلك المشروعات وتقوم بريطانيا بمد مصر بالخبرة وليس التمويل فقط. وقد أعلن وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون خلال زيارته مصر الاخيرة فى فبراير الماضى عن حزمة تقدر ب150 مليون دولار لدعم مصر فى تخطى الآثار الاجتماعية لخطة الإصلاح الاقتصادي. وأضاف أن بريطانيا تحرص أيضا على التعاون مع القطاع الخاص المصرى وتنشيطه من خلال دعم أصحاب المشروعات والأفكار البناءة الجديدة فعلى سبيل المثال تم تنظيم مسابقة تقدم لها 110 من اصحاب الأفكار لإقامة المشروعات تم اختيار 11 منها لتنفيذها بتمويل بريطانى وسيقوم وزير الدولية لشئون الشرق الاوسط بلقاء أصحاب الأفكار والمشروعات خلال زيارته. وقال كاسن إن المجال الثانى الذى ستركز عليه الزيارة هو التعليم، حيث تعد بريطانيا أيضا أكبر شريك لمصر فى هذا المجال، مؤكدا أن الرؤى المصرية تتفق والرؤى البريطانية فيما يتعلق بتطوير التعليم. وسيلتقى اليستر بيرت والدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم لبحث الخطة التى وضعتها الوزارة لتطوير التعليم وبحث سبل إسهام بريطانيا لمصر فى هذا الشأن. واضاف أن احد اهم المجالات التى ستسهم فيها بريطانيا لتطوير التعليم هو تدريب وتأهيل المعلمين للنهوض بمستوى التعليم إلى جانب زيادة وجود الجامعات البريطانية فى مصر، حيث تبحث ثلاث جامعات بريطانية كبرى فرص وجود فروع لها فى العاصمة الإدارية الجديدة. اما المحور الثالث الذى ستركز عليه زيارة أليستر بيرت فهو المحور الامنى والتعاون المصرى البريطانى فى هذا الشأن. فيقول السفير البريطانى بالقاهرة إن بريطانيا من أكبر الدول على المستوى الدولى فى مواجهة الخطر الإرهابى لتنظيم الدولة الإسلامية، داعش وهى من الدول التى تعانى من هذا الخطر مثلما تعانى منه مصر، لذا تحرص بريطانيا على التعاون مع مصر فى المجال الأمنى لمواجهة هذا التحدي. وسيوضح الوزير البريطانى خلال زيارته ماتقوم به بريطانيا فى مواجهة الإرهاب بعد تعرضها للحادث الإرهابى الاخير فى مانشستر، حيث تعتزم بريطانيا وضع نهج جديد صارم سواء من حيث الاستعدادات وزيادة الوجود الأمنى بزيادة عدد أفراد الشرطة ببريطانيا، أو بإعادة النظر فى القوانين التى من شأنها الإسهام فى مواجهة أى تطرف أو عنف داخل بريطانيا، وسبل مواجهة الأفكار المتطرفة والتعامل معها. وأضاف أنه سيتم بحث ضرورة العمل على مواجهة تنظيم داعش كليا حتى لا يختفى فى سوريا والعراق ليظهر فى دول اخري. وقال كاسن ان التعاون بين مصر وبريطانيا مازال قائما للإسراع من عودة السياحة البريطانية لمدينة شرم الشيخ، حيث تتفهم بريطانيا أهمية شرم الشيخ والسياحة بها للاقتصاد المصري، خاصة أن تحذيرات السفر للرعايا البريطانيين من جانب بريطانيا لا تشمل أبدا المدن الاخرى فهناك سياحة بريطانيا فى الاقصر وأسوان وغيرها وهناك جهود كبيرة من الجانبين لعودتها فى مدينة شرم الشيخ أيضا. وقد ارتفعت أعداد السائحين البريطانيين لمصر فى 2017 بنسبة 63% مقارنة بعام 2016.