قرأت مقال الأستاذ عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة الأهرام، وعلمت منه أن الحكومة سوف تطلق حوارا مجتمعيا لمناقشة القضايا التى تشغل الرأى العام, وفى مقدمتها الاصلاح الاقتصادي.. والحق أقول إننى توقفت عند تعبير «الإصلاح الاقتصادي» ودارت فى رأسى أسئلة طالما حيرتني، ولم أجد إجابة لها، فأنا واحد ممن قاربوا على نهاية العمر فنحن من مواليد ثورة يوليو فى القرن الماضى ومن الطبقة الفقيرة فى المجتمع، ونطمع فى معرفة الكثير عن مستقبل أولادنا الشباب. إننا منذ نعومة أظفارنا فى المدرسة الابتدائية، وعلى ظهر الكراسة التى نكتب فيها الدروس كنا نقرأ أن من مباديء الثور ة الستة، القضاء على الفساد، والإقطاع والرأسمالية «العفنة»، فهل انتهى الفساد، وهل حققت الثورة أهدافها وتم تنفيذ مبادئها؟ لقد قيل لنا إنه لو تم تأميم قناة السويس ستعود خيراتها على الشعب بدلا من الأجانب ويتحسن الوضع الاقتصادي، ولو تم بناء السد العالى فستصبح الكهرباء شبه مجانية وستزرع الأراضي، ولن نجد مكانا لتخزين المحاصيل الزراعية، ولو أخذنا بسياسة الانفتاح الاقتصادى فسيصبح الاقتصاد المصرى أقوى اقتصاد فى العالم, فماذا تحقق من ذلك؟ أما عن الزيادة السكانية فإننى أتساءل: هل نصدق القول بأن هذه الزيادة تأكل التنمية، وهل هى المسئولة عن قيام البعض بأخذ قروض بالعملة الأجنبية من البنوك الوطنية وتهريبها إلى الخارج، أو مسئولة عن إيداع 186 مليون فرنك سويسرى فى بنوك سويسرا دون وجه حق.. والأمثلة كثيرة. إننا نأمل فى أن تجد اسئلتنا إجابة، فهى جزء مهم من حوارات الإصلاح الاقتصادي، وبالمصارحة والمكاشفة نستطيع أن نتغلب على الصعاب، ونبدأ عهدا جديدا مستفيدين من الأخطاء التى وقعنا فيها، ومتطلعين إلى مستقبل أكثر إشراقا. بدوى أبو شنب محام الأقصر