الكتاب الوحيد الذي نزل بالوحي على محمد صلى الله عليه وسلم هو القرآن والله هو الْمُشَرِّع والرسول يطاع بناء على تشريع الله أما الفروض كالصلاة والحج والزكاة شرعها الله في القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم أوضحها للمسلمين في حياته وتواترت عنه بعد وفاته منذ عام 11 هجريا أي قبل جمع البخاري ومسلم الأحاديث بأكثر من قرنين من الزمان حيث ولد محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزبَه البخاري في عام 194 هجريا وولد مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري في نيسابور عام 206 هجريا . ولكن الله تعهد بحفظ وجمع القرآن وحفظ القرآن أيام الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من الصحابة وجمع في عهد الصحابة ولكن لم يجمع احد من الصحابة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. الله تعالى قال في كتابه عن القرآن : " ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ" وهذا يعني بوضوح أن أي كتاب آخر به شك ولا يعتد به ولا يوثق فيه والوحي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن وهو الكتاب الذي تعهد الله فقط بحفظ وجمع ما جاء به. ويتضح تعهد الله بحفظ القرآن فقط في قوله تعالى : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ وتعهد الله كذلك بجمع القرآن فقط وهو ما يتضح في قوله تعالى : إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ. وأكد الله لنا كذلك أن أي كتاب آخر ليس من عند الله فيه اختلافا كثيرا في قوله تعالى : أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا لا شك أنني أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن من روى ونقل وجمع وصحح عن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر يخطئون والرسول صلى الله عليه وسلم نزل عليه الوحي بالقرآن ولذا لا يمكن أن يخالف في أحاديثه وسنته الصحيحة آية الله تعالى في القرآن عن حد الزنا الذي هو الجلد وليس الرجم في قوله تعالى : الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. ويقول الله تعالى : مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ ويقول الله تعالى : "فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ" أصدق ما جاء من معجزات بالقرآن لأنها جاءت بالقرآن كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل ولكنني لا أصدق قصصا وروايات تنسب للرسول صلى الله عليه وسلم وزوجاته والصحابة في كتب جمعها بشر بعد وفاتهم بقرون نقلا عن بشر وصححها بشر في كتاب بشر وليس في كتاب الله ويقول الله تعالى : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ . “ ويقول الله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ويقول الله تعالى : وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ويقول الله تعالى : مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ أحاديث الدعاء والتوسل وطلب الشفاعة من الأموات رواها ونقلها وجمعها وصححها بشر يخطئون ونسبت للرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته بقرون ولكن الوحي نزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن الذي نزلت آياته ليعتبر منها الناس أجمعين في كل زمان ومكان فالآيات لكل متدبر لا تخص قوم ولا زمان ولا مكان بعينهم والصلاة تعني الدعاء اذا الدعاء عين العبادة ولا يمكن ان تخالف أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم آيات الله التي نزلت عليه صلى الله عليه وسلم بالوحي : في قوله تعالى : " وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ" وقوله تعالى : "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" وقوله تعالى : وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ وقوله تعالى : وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ وقوله تعالى : قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ وقوله تعالى : وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ وقوله تعالى : وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وقوله تعالى : قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ الله طالبنا جميعا بالقراءة والتدبر في آيات القرآن والمسلمون ظلوا يقرأون ويفسرون القرآن قبل جمع الأحاديث وقبل تأسيس علم الحديث وغيره من علوم الدين المستحدثة وهذا يتضح في قوله تعالى : "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ" ومعنى كلمة (مدكر) في المعجم العربي (متدبر) ولولا العقل الذي أمرنا الله ان نتدبر به معنى الآيات لما كان التكليف والحساب في دار الآخرة لأن من يفتي لك اليوم لن يحاسب مكانك يوم القيامة وسيتبرأ منك لا محالة ودعونا نأتي بآيات من القرآن ونعقد تجربة معا ، هل تستطع معي تدبر هذه الآيات وتلاحظ ان "شرط قصر الصلاة في السفر" جاء بعد قوله "إن خفتم " و "إن" تعني "إذا" ؟! هل تستطع تدبر سياق الآيات والتي تدل على ان شرط قصر الصلاة في السفر في آيات الله هو الخوف من فتنة الأعداء في الحرب أم لا ؟! يقول الله تعالى : وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ. وأجمعت كتب التفسير على أن قول الله تعالى : " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى" ؛ أن الله يقول وما ينطق محمد صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن عن هواه وقول الله تعالى " إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى " تفسر كذلك بأن الله تعالى يقول : ما هذا القرآن إلا وحي من الله يوحيه إليه. ولا يخفى عليكم أن الزكاة كان يقوم عليها ويجمعها النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام عليها وجمعها الصحابة والخلفاء الراشدين وحكام الدول الإسلامية إلى أن سقطت الدولة العثمانية عام 1922م ولذا عرف المسلمون أنصبة الزكاة تواترا عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والخلفاء الراشدين وحكام الدول الإسلامية عبر قرون وقرون. ولا أخفي عليكم خبرا كذلك اذا ذكرتكم أن الفروض الفعلية نتعلمها بالمشاهدة والتواتر ولذا تعلمنا جميعا الصلاة بالمشاهدة والتواتر لأنها فروض فعلية وليست قولية وهكذا صلوا الصحابة ومن بعدهم من المسلمين وكذلك الحال بالنسبة للحج ؛ وهو ما يتضح في قوله تعالى : "أَرِنَا مَنَاسِكَنَا " بالآية أي أن المناسك تشاهد وترى ، وهو ما يتضح في قوله تعالى :" رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي;