قيل إن امرأة ذهبت إلى ساحر ( وهو أمر محرم شرعا ) ليصنع لها سحرا يجعلها شيئا جميلا في نظر زوجها , فطلب منها أن تأتى بشعيرات من ذقن أسد كي يصنع عليها السحر. استحضرت المرأة كل الكيد والحيل والمناورات والخدع حتى أحضرت من أسد في حديقة الحيوان ما طلبه الساحر الذي أدهشته قدرة المرأة , فقال كلمته المعبرة ( استطعت ِ ترويض الأسد وتعجزين عن ترويض زوجك !!!) . قصه رمزيه تدلل على قدرات المرأة العجيبة التي لو استغلتها في إسعاد زوجها وحسن تربية أولادها والتفرغ لشئون بيتها ( بدلا من إدمان الفيس والواتس واللهث وراء الماديات وتقليد هذه وتلك ) لكان الحال غير الحال ولانحلت كثير من المآسي والمصائب في البيوت والشوارع والمدارس والجامعات وأماكن العمل وغيرها . نعم , إنها الزوجة والأم وربة البيت التي لو قارنا حالها الآن مع أحوال سابقتهن اللاتي لم يتعلمن ولم يخرجن للعمل وكن في ضيق شديد من العيش , لوجدنا بونا شاسعا كما بين السماء والأرض لصالح السابقات . معدلات الطلاق مفزعه حتى في الريف الذي كان الطلاق فيه حتى وقت قريب أمرا تخجل منه المرأة . استشعار المرأة أنها تستطيع عن طريق محام تخصص في خراب البيوت أن تحصل على قرارات قضائية أقل ما فيها أنها تدمير مادي ومعنوي للرجل , ووجود حالة عامة من التعاطف مع قضايا المرأة التي غالبا ما تُحاط بأقارب يُفسدون ولا يُصلحون , مع ضعف الوازع الديني يزيدها عنادا وإصرارا على التمادي – حتى وإن كانت في أعماق نفسها لا تريد الوصول للطلاق . أضف إلى ذلك طغيان الجانب المادي ورغبة البعض منهن أن يكتب الزوج بيت الزوجية والسيارة وكل ما يملك باسمها , فضلا عن الطلبات اليومية التي لا تتناسب مع حالة الزوج المادية , ولا مع الظروف الاقتصادية العامة , كل ذلك وغيره يُساعد على اختصار الطريق للوصول إلى نهاية مؤلمه لكل أفراد البيت . وأتذكر أحد خطابات الرئيس السابق حسنى مبارك عندما قال له أحد الحضور ( حقوق المرأة يا ريس ) ، فرد بعفويه: (دا أنا عايز أتكلم عن حقوق الرجل ) ، وكانت عند الرئيس السابق تقارير يومية طوال ثلاثين عاما عن حقيقة ما يحدث بعيدا عن الشعارات المستوردة والمجاملات التي وراءها ما وراءها . فالمرأة – ذلك المخلوق الرائع – لو تعاملت مع زوجها كما تتعامل مع ابنها ، وتحملته وحاولت إصلاحه مع كل عيوبه تستطيع أن تجعل من زوجها محبا لا تتزحزح مكانتها في قلبه كما لا يمكن أن تتزحزح مكانة الأم في قلب الابن . فهي قادرة – إن أطاعت الله في زوجها – أن تجعل من البيت تكييفا , كما تستطيع – إن أطاعت شيطانها- أن تجعل منه نارا موقده . ولكن كيف السبيل إلى ذلك ؟ تتعدد الآراء والاجتهادات , لكن يظل السبيل واحدا , ألا وهو تذكر كل زوجة قول النبي صلى الله عليه وسلم لأحدي الصحابيات : ( فانظري أين أنت منه ، فإنما هو جنتك ونارك ) ( صحيح الجامع )، وقول النبي صلي الله عليه وسلم : (لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله ، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ، والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ، ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه ) (السلسلة الصحيحة للألباني) ، وقوله: (اثنان لا تجاوز صلاتهما رءوسهما : عبد آبق من مواليه حتى يرجع ، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع ) (صحيح الجامع) ، وقوله : (إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها ، لعنتها الملائكة حتى ترجع ) (البخاري )، وقوله عليه الصلاة والسلام محذرا النساء : (يا معشر النساء.. تصدقن، وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار) ، فقالت امرأة منهن جزلة: وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار! قال: (تكثرن اللعن، وتكفرن العشير) ( رواه مسلم )، وقوله صلي الله عليه وسلم : (إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحصنت فرجها ، وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ) (صحيح الجامع ) . وكلام ربنا فيه من التأكيد على خطورة شأن المرأة وعظم كيدها ما فيه، فلما تكلم سبحانه وتعالى عن كيد الشيطان قال : (إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) (النساء:76), ولما تكلم عن كيد المرأة , قال : (إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم ){يوسف(28 .. ولما فهمت الصالحات القانتات تلك المعاني ، قالت زوجة سعيد بن المسيب : (كنا لا نُكلم أزواجنا إلا كما تُكلمون أُمراءكم ) . ودفعت تلك المعاملة الربانية من الزوجات أحدهم أن قال : (والله ما رأيت من زوجتي طوال عشر سنوات ما يُضايقنى إلا مرة واحدة وكنتُ لها ظالما ) . [email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح البطة;