تزامن حادث مقتل الباحث الإيطالى ريجينى فى القاهرة مع حادث إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء وكذلك الطائرة المصرية القادمة من باريس وكان ذلك مؤشرا واضحا على وجود مخطط لإفساد علاقات مصر مع دول مهمة ترتبط معها بمصالح استراتيجية. ولم يكن اختيار تلك الدول مصادفة، فمصر تشترك مع إيطاليا فى تنمية حقول للغاز ستدفع بالاقتصاد المصرى نحو الأمام، وترتبط بصفقات سلاح متطور مع فرنسا ولها علاقات متميزة مع روسيا تشتمل على أسلحة وتعاون اقتصادى ومحطات نووية. وأوضحنا فى ذلك الوقت أن أجهزة الأمن لا يمكن أن تكون طرفا فى حادث رجينى لأنها لا يمكن أن تعذب شخصا بهذه الوحشية للحصول على معلومات ثم تطلق سراحه لاحقا أو تقدمه للمحاكمة وهو ما يعنى أنه سيروى ما حدث له لتنشأ أزمة دبلوماسية مع بلاده والمنظمات الحقوقية الدولية. وقلنا ايضا إن فرضية مقتل ريجينى خطأ بعد تعذيبه على يد أجهزة الأمن مردود عليها بأن رجال الأمن كانوا سيقومون بإخفاء الجثة وعدم إلقائها فى الشارع لأن التعامل مع قضية اختفاء كانت بالتأكيد أسهل من التعامل مع قضية قتل وتعذيب. ولكن ردود الأفعال الإيطالية كانت عنيفة وأصرت على أن أجهزة الأمن لها علاقة بما حدث وقامت بسحب السفير وهو ما جعلنا فى ذلك الوقت - نربط بين تلك الإجراءات وبين سعى إيطاليا لمد نفوذها فى ليبيا ومواقف مصر الداعمة لوحدة واستقلال الشعب الليبى. منذ أيام قررت روما إعادة سفيرها للقاهرة وأعتقد أن ذلك لم يكن ليحدث لولا إدراكها المتأخر أهمية ومحورية الدور المصرى فى دعم الشعب الليبى الشقيق. [email protected] لمزيد من مقالات سامح عبد الله;