لا شك ان السياحة هى مفتاح الازدهار الاقتصادى لأى دولة لانها المصنع الجاهز للتشغيل وحدوث طفرة اقتصادية سريعة يعتمد فى الأساس عليها لانها المصدر الأهم لضخ العملة الصعبة فى الدخل القومي.. فى هذا الإطار كشف هشام الدميرى رئيس هيئة تنشيط السياحة عن بدء الحملة الترويجية للمقصد السياحى المصرى منتصف شهر سبتمبر المقبل للتسويق لموسم شتاء 2017/2018 فى 26 سوقا على مستوى العالم، حيث تم اختيار الاسواق بعد دراسة كل سوق على حدة من حيث قوته والميزانية المطلوبة وذلك بعد الاتصال بمنظمى الرحلات فى كل دولة للتعرف على أفضل طرق التسويق لديهم حسب ثقافة الشريحة العمرية المستهدفة والوسيلة الإعلانية الأكثر انتشارا ورواجا، بالاضافة الى التعرف على الفرص المتاحة وتحديد نوع الإعلان سواء ديچيتال او outdoor، وكل سوق حسب احتياجاته وبعد قياس فعالية الحملات السابقة و مردودها، وكذلك تحديد التوقيتات المناسبة لإطلاق الحملة والتى تختلف من دولة الى اخرى . و أضاف الدميرى انه تم التعاقد مع Expedia و Booking.com و Trip advisor للإعلان عن المنتج السياحى المصرى و ذلك لاهمية التسويق الالكترونى الذى يعتبر لغة العصر ويتعامل معه معظم السائحين الراغبين فى السفر، حيث اثبتت الدراسات ان 63٪ من المسافرين يعتمدون فى اختيارهم لقضاء اجازتهم على آراء الاقارب والأصدقاء وان نسبة 75٪ منهم يحجزون اون لاين وانه منذ عام 2010 الى 2015 زادت الحجوزات اون لاين 64٪ ومتوقع زيادتها 20٪ بحلول عام 2020 لتصل الى 84٪، كما تم الاتفاق على الإعلان فى محطات التليفزيون المنتشرة عالميا مثل ال CNN وNational Geographic و Eurosport وستقوم هذه المحطات ببث مقتطفات من أفلام تسجيلية عن مصر و المقاصد السياحية المختلفة فيها، بالاضافة الى الفيلم الترويجى الذى قامت شركة JWT بإعداده و تصويره. واشار الدميرى الى دراسة صادرة عن الاممالمتحدة تؤكد ان 60% من المسافرين حول العالم تقل أعمارهم عن 37 سنة والنسبة الأكبر منهم إناث و يسافرون بمفردهم ويقومون بالحجز عن طريق الانترنت بعد دراسة وافية عن المقاصد السياحية المختلفة ومشاهدة الصور والتعليقات على النت، لتحديد وجهتم واختيار الأفضل حسب ظروفهم. وأعلن الدميرى عن إطلاق قافلة سياحية فى سبتمبر المقبل لزيارة 4 مدن ألمانية للترويج لموسم الشتاء القادم وسينضم للقافلة مجموعة كبيرة من اصحاب الفنادق والشركات السياحية والشركة المنفذة للحملة الترويجية المصرية JWT وذلك بهدف الاستماع لاراء و مقترحات منظمى الرحلات الألمان، خاصة ان ألمانيا تتصدر الدول المصدرة للسياحة الى مصر وتم زيادة حركة الطيران العارض و المنتظم من والى ألمانيا خلال الصيف الحالى ومستمرة حتى اخر الشتاء القادم. واكد ان الهيئة ستبدأ فى حملتها الترويجية بداية نوڤمبر القادم فى إنجلترا والتسويق للمقاصد السياحية المختلفة فى مصر ما عدا شرم الشيخ وذلك حتى يتم رفع الحظر. وسيتم الاستفادة من تجربة التسويق لشرم الشيخ على حدة والتى ستبدأ سبتمبر القادم فى 5 أسواق رئيسية هى ألمانيا و إيطاليا والتشيك وبلچيكا وأوكرانيا، حيث يتم التسويق لمختلف المقاصد على حدة مثل البحر الأحمر، الأقصر وأسوان، الغردقة، شرم الشيخ، القاهرة حتى نضمن الاستفادة المثلى لكل مقصد حسب الاسواق المختلفة طبيعتها واحتياجاتها. واشار الى أهمية فتح الاسواق الجديدة وضرورة العمل على تنميتها مثل ما حدث فى أوكرانيا والتشيك حيث كان هناك تنسيق كامل بين القطاعين الخاص والحكومى متمثل فى الوزراء والمحافظين ورجال الاعمال والمستثمرين الذين تضافرت جهودهم لغزو اسواق اخرى بديلة عن الاسواق التقليدية المصدرة للسياحة الوافدة الى مصر، ولكن دائما الامر يحتاج اولا لحركة طيران ناقلة للسياح و بالتالى نتمنى و نشجع رجال الاعمال للاستثمار فى شركات الطيران المصرية لانه شريك أساسى فى زيادة الحركة الوافدة من اى سوق، ونفس الكلام ينطبق على دول مثل الصين والبرازيل والهند كلها أسواق تنمو وتحتاج الى تضافر الجهود بين مختلف قطاعات الدولة والتواجد المستمر فى المحافل الدولية والبورصات العالمية والتنسيق المستمر مع رجال الاعمال باعتبارهم الشريك الأصلى فى الجهود الترويجية المبذولة لان المصلحة واحدة فى النهاية وهى العودة القوية للسياحة وأخذ نصيبنا العادل من الحركة السياحية فى العالم مؤكدا ان اى فعالية ستقوم بها هيئة تنشيط السياحة ستكون بالتعاون والتنسيق مع القطاع الخاص. وفى نفس الإطار توجه امس الدميرى الى بولندا يليها أوكرانيا للتنسيق مع منظمى الرحلات هناك باعتبار أنهما سوقان حققا نتائج رائعة فى النصف الاول من العام الحالى ولمعرفة استراتيجيتهما بالنسبة لموسم الشتاء القادم والتعرف على المعوقات التى واجهتهما للتغلب عليها وتفاديها فى المرحلة المقبلة وبهدف طمأنتهما بشأن مستحقات الشركات هناك الخاصة بدعم الطيران العارض والمنتظم والتأكيد على ان التأخير جاء نتيجة حداثة هذه المنظومة لانها اختلفت عن السنوات السابقة. ومن ناحية اخرى، أكد الدميرى ضرورة الاهتمام بما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى لانه احيانا كثيرة يكون عاملا طاردا للسياحة بما يتم نشره من اخبار وصور مسيئة لنا كمصريين، والحقيقة ان لكل شعب عاداته وتقاليده ومنها ما هو إيجابى وما هو سلبى ونحن كعاملين فى الصناعة من واجبنا استيعاب كل الثقافات التى تأتى إلينا من دول العالم و الأحرى بِنَا ان نستوعب عاداتنا كدولة مضيفة ومن الخطأ الفادح ان نسخر من أهلنا بنشر صور مسيئة على مواقع التواصل الاجتماعى بحيث أعطى انطباعا للغرب ان الشواطئ المصرية مكتظة بمواطنين يستخدمون حمامات السباحة والبحار بطريقة همجية مما يرسخ فكرة سلبية عن المقصد السياحى المصرى ككل و بأننا شعب غير متوافق مع بَعضُنَا البعض. والمؤكد ان كل فندق يستطيع ان يحدد نوعية ضيوفه بالسياسة السعرية الخاصة به بالاضافة الى اعلان ضوابطه وشروطه وان يضع اللوائح والقواعد الخاصة به لاستخدام مختلف وسائل الترفيه لديه، واستقطاب نوعية وشريحة من الضيوف تناسب فكره واتجاهه وأولوياته، ولا احد يستطيع ان ينكر حق المصريين فى الاستمتاع ببلدهم ولهم حق الاحترام طالما انه لا يسبب اى أذى لأى جنسية اخرى ولا يتدخل فى حرياتهم الشخصية . ولكن فى نفس الوقت لابد من اعادة النظر فى سلوكيات المواطن المصرى سواء مع السائح او مع بعضهم البعض لان فى النهاية التسويق يأتى بعد جاهزية المنتج السياحى ولنأخذ دبى مثالا فهى تستحوذ على 30% من سياحة الشرق الاوسط على الرغم انها لا تمتلك مقومات سياحية مثل التى نتمتع بها فى مصر من اثار واهرامات و شواطئ عديدة ومع ذلك هى تمتلك كلمة السر للنجاح وهى البنية الاساسية والعامل البشرى المدرب على أعلى مستوى والخدمة فائقة الجودة المقدمة للسائح وسلوكيات البشر شديدة التحضر، كل ذلك أعطى انطباعا ممتازا لدى السائح بان السفر الى دبى سيكون تجربة رائعة وممتعة وهو ما أدى الى نجاحهم المبهر فى استقطاب شرائح مختلفة من السائحين حول العالم.