كشف «باروميتر» السياحة العالمية الذى تصدره منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بصورة ربع سنوية عن أن عدد مرات وصول السائحين الدوليين ارتفع بنسبة 6% فى الفترة من يناير إلى أبريل من العام الحالى 2017 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مما يشير إلى وصول ثقة العاملين فى قطاع السياحة إلى أعلى معدلاتها فى تلك الفترة منذ عقد كامل. وقال الباروميتر الذى نشرته منظمة السياحة العالمية قبل أيام إن معظم وجهات السفر العالمية حافظت على معدل نمو مستقر، بينما تؤكد مؤشرات النمو فى الفترة الحالية التى امتدت من مايو إلى أغسطس 2017 على احتفاظها بمعدلات مرتفعة. واستقبلت وجهات السفر عبر أنحاء العالم فى الفترة المشار إليها 360 مليون سائح دولي، بزيادة قدرها 21 مليون سائح عن الأشهر الأربعة نفسها من العام الماضى 2016، أى بنسبة 6%. وتتضمن هذه الأرقام قياسا واقعيا لفترة زمنية تقدر نسبتها بنحو 28% من إجمالى مدة السنة، بما فى ذلك فصل الشتاء فى نصف الكرة الأرضية الشمالي، وموسم الصيف فى نصف الكرة الجنوبي، فضلا عن موسم إجازات السنة الصينية الجديدة وعيد الفصح. وتحدث الباروميتر عن أن أداء عام 2016 حافظ على قوته فى تلك الفترة، بينما نجحت المناطق التى عانت فى 2016 فى استعادة بعض من نشاطها، ومن بينها منطقة الشرق الأوسط التى سجلت زيادة فى عدد مرات وصول السائحين الدوليين فى الربع الأول من 2017 بلغت نسبتها 10% مقارنة بالعام الماضي، ومنطقة أفريقيا التى زادت بنسبة 8%، وأوروبا وسجلت زيادة نسبتها 6%. وفيما يتعلق بمصر تحديدا، قال الباروميتر إن البيانات تشير إلى أن هناك انتعاشة كبيرة فى عدد مرات وصول السائحين الدوليين بعد النتائج الضعيفة العام الماضي، وأشار إلى أن مصر سجلت زيادة نسبتها 51% فى عدد مرات وصول السائحين فى الأشهر الأربعة الأولى من 2017 مقارنة بالفترة نفسها من 2016، وهو ما وصفه الباروميتر بأنه «تعاف قوى من الأزمة التى واجهتها السياحة المصرية فى 2016». وأضاف الباروميتر أن «تحسن الأمن والجهود الترويجية أسهمت فى هذه الانتعاشة». وقال طالب الرفاعى الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية فى تحليله لأرقام وبيانات الباروميتر إن «الوجهات السياحية التى تضررت بسبب الأحداث السلبية فى 2016 أظهرت مؤشرات واضحة للتعافى فى فترة قصيرة للغاية، وهو ما يعد موضع ترحيب من الجميع، ولكن ما زال الوضع صعبا بالنسبة لأولئك الذين يعتمدون فى معيشتهم على السياحة فى تلك الوجهات». وأضاف : «ونحن نحتفل بعام 2017 بوصفه عاما دوليا للسياحة المستدامة للتنمية، فإننا نرحب بالنمو المستمر الذى تحققه صناعة السياحة، ونكرر أنه مع تحقيق هذا النمو، تأتى المسئولية المتزايدة لضمان إسهام السياحة فى الاستقرار عبر أعمدتها الثلاثة الرئيسية : الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية»، مشيرا إلى أن «النمو ليس عدوا على الإطلاق، وإنها مسئوليتنا أن ندير هذا النمو بأسلوب جيد». وتحدث الباروميتر عن أن بيانات صندوق النقد الدولى بشأن أوضاع الاقتصاد العالمى فى الفترة المقبلة من الأمور المهمة التى تضفى كثيرا من التفاؤل على مستقبل صناعة السياحة فيما تبقى من العام الحالي، ففى تقريره الصادر فى أبريل الماضى عن «رؤية الاقتصاد العالمي»، قال الصندوق إن الاقتصاد العالمى سينمو بنسبة 3,5% فى 2017 بصفة عامة، بعد أن سجل نموا بلغت نسبته 3,1% فقط فى 2016، وهو ما يعنى طفرة منتظرة فى صناعة السياحة والسفر العالمية. وأشار الباروميتر إلى أن صناعة السياحة هى ثالث صناعة تحقق عائدات فى العالم وفقا لأرقام عام 2016، حيث جاءت المنتجات الكيماوية فى المركز الأول، والوقود بأنواعه فى المركز الثاني، بينما جاءت السياحة والسفر فى المركز الثالث، متقدمة على صناعات السيارات التى حلت رابعا، وعلى الصناعات الغذائية التى حلت خامسا. وعالميا، حافظت فرنسا على صدارتها لقائمة أكثر الدول استقبالا للسائحين، حيث زارها فى عام 2016 حوالى 82 مليون سائح، بينما جاءت الولاياتالمتحدة ثانيا، وإسبانيا ثالثا، بينما شهدت القائمة نفسها تراجع تركيا إلى المركز العاشر، وحلت المملكة العربية السعودية فى المركز الأول عربيا وال18 عالميا بعد أن استقبلت 18 مليون سائح، معظمهم بطبيعة الحال من الحجاج والمعتمرين، وتقدمت تونس ثلاثة مراكز من ال50 إلى ال47 فى عام 2016، بعد أن استقبلت 5,7 مليون سائح فقط، فى حين خلت قائمة ال50 الأوائل من مصر فى عام 2016، وإن كان من المتوقع أن تعود مجددا للقائمة مع استمرار التعافى فى 2017، وأظهرت الأرقام استقبال مصر لنحو 5,2 مليون سائح فى 2016. أما عن معدلات إنفاق السائحين وفقا للجنسيات المختلفة، فقد تصدر الصينيون القائمة برصيد 261 مليار دولار فى عام كامل، وجاء الأمريكيون فى المركز الثاني، ثم الألمان فى المركز الثالث، والبريطانيون فى المركز الرابع، والفرنسيون فى المركز الخامس، وتراجع الروس من المركز السادس إلى المركز الحادى عشر برصيد 24 مليار دولار فقط. والطريف أن مصر ظهرت فى تلك القائمة فى المركز 48 بعد أن كانت ال50، بمعدل إنفاق سائحين بلغ 4,1 مليار دولار فى عام 2016!