تحظى محافظة جنوبسيناء بالعديد من المواقع السياحية الهامة التى تنفرد بها على مستوى العالم ابرزها قطاع السياحة الدينية التى تتمثل فى منطقة الوادى المقدس ودير سانت كاترين الذى يضم رموزا للديانات السماوية الثلاث وكان يطمح الرئيس الراحل محمد انور السادات فى اقامة مجمعا للاديان السماويه على ارض سيناء لكنه استشهد قبل تنفيذ هذا الصرح العملاق. مما دفع محافظ جنوبسيناء اللواء خالد فوده لاقامة مؤتمر عالمى مقرر ان تنطلق فعالياته فى 27 سبتمبر المقبل بمسجد الصحابة بشرم الشيخ ثم يعقد المؤتمر فى سانت كاترين فى اليوم الثالث لتعريف العالم بأهمية السياحة الدينية وما تحظى به جنوبسيناء من مقومات فى هذا الاطار . فى البداية يقول الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير البحوث والدراسات الأثرية بوزارة الاثار إن فكرة انعقاد مؤتمر لتنشيط السياحة الدينية وما تحظى به سيناء من مقومات فكرة هامة لكنها تأخرت كثيرا فلدينا مواقع للسياحة الدينية يجب الإعلان عنها. وأكد ريحان ان دير سانت كاترين شهد قمة ازدهاره خلال العصر الإسلامى حيث أضاف المسلمون عناصر معمارية لحماية الدير منها الأثاث الكنائسى كما حافظ المسلمون على الأيقونات الموجودة داخل الدير وهى صور دينية مسيحية جميعها تم حفظها داخل متحف ومكتبة دير سانت كاترين حيث تضم المكتبة والمتحف أكثر من ألفى أيقونة من أندر وأجمل وأهم الأيقونات فى العالم وقد حرصت دول عديدة على استضافتها للمشاركة فى معارض عالمية. وأشار أن أعداداً كبيرة من الأيقونات التى تعود للقرن السابع والثامن الميلادى جلبت من مناطق كانت تخضع للعالم الإسلامى وتحوى مكتبة دير سانت كاترين 200 وثيقة أصدرها الخلفاء المسلمين كعهود أمان لحماية الدير والمسيحيين وتحوى مكتبة الدير مخطوطات مسيحية تم تدوينها باللغة العربية. ويضيف الدكتور ريحان أن هناك إضافات معمارية هامة بدير سانت كاترين تمت خلال العصر الإسلامى منها إعادة بناء وتجديد كنيسة العليقة التى بنيت فى القرن الرابع الميلادى. وحول أهمية عقد المؤتمر فى هذا التوقيت أكد أحمد فايد مرشد سياحى أننا نعانى من عدة مشكلات تتعلق بتسويق السياحة الدينية فالسائح يعانى من الوصول من القاهرة إلى شرم الشيخ ثم إلى سانت كاترين ووهذه المشكلات أثرت فعليا على رواج السياحة الدينية الى المنطقة التى تتميز بالطابع السياحى الدينى وعزوف العديد من السائحين عن القيام برحلة الى المدينة المقدسة. نعود للدكتور عبدالرحيم ريحان الذى يطالب بوضع السياحة الدينية على الخريطة السياحية للدولة، وأن تكون هناك خطة للاستفادة من المعالم التاريخية الدينية والمساجد والمزارات والأديرة والكنائس بشكل مختلف عما يحدث الآن ويضرب مثلاُ بتركيا التى حولت معظم مساجد اسطنبول الى مزارات سياحية ندخل للدولة مليارات الدولارات، ويكمل أن سيناء تضم مساجد أنشئت داخل قلاع إسلامية أحدهم يقع داخل قلعة صلاح الدين الأيوبى والمقامة فى جزيرة فرعون بقرية طابا وقد كشفت عنه منطقة آثار جنوبسيناء قطاع الآثار الإسلامية من خلال عمليات الكشف التى تمت تحت إشراف الدكتور زاهى حواس الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار حيث عثر على اللوحة التأسيسية للمسجد محفورا عليها اسم منشئ الجامع وهو الأمير حسام الدين باجل بن حمدان كما تحوى القلعة مصلى مكشوف وكان للقلعة دور هام فى صد غارات الصليبيين فى عام 1182 ميلادية فضلا عن التمهيد لموقعة حطين واسترداد القدس. وفى قلعة الجندى التى بناها الناصر صلاح الدين خلال الفترة من عام 1183 حتى 1187 ميلادية على الطريق الحربى الخاص به بمنطقة وسط سيناء والتى تبعد عن القاهرة حوالى 230 كيلو مترا يوجد مسجدان منهم مسجد جامع ومصلى والمسجد الجامع له محراب يعد آية فى الجمال وقد كتب فى صدره بالخط الكوفى «بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلى على محمد» ويمثل المحراب كتلة معمارية ذات زخارف مميزة. كما تحوى قلعة رأس راية بمدينة طور سيناء والتى تبعد عن القاهرة حوالى 420 كيلو مترا ويعود تاريخها إلى العصر العباسى وقد أعيد استخدامها خلال العصر الفاطمى جامع شهير مبنى بالطوب اللبن والحجر المرجانى حيث يعد بناؤه تفاعلاً بين الإنسان والبيئة المحاطة به وهو حجر أكثر صلابة ومقاومة للأملاح وتم استخدامه فى بناء معظم المواقع الساحلية بسيناء منها ميناء دهب وميناء الطور وقلعة نويبع وغيرها وقد اكتشفته بعثة آثار يابانية مصرية مشتركة تعمل تحت إشراف منطقة آثار جنوبسيناء.